يبدأ اليوم الجمعة، بالخرطوم، فعاليات الاجتماع السداسي لوزراء الخارجية والري في مصر والسودان وإثيوبيا، بشأن سد النهضة، وهو الاول من نوعه، وسط توقعات بعرض وتناول جميع السيناريوهات والبدائل اللازمة لحسم الخلافات الحالية.

كما يبحث الوزراء الستّ، إنقاذ المفاوضات الفنية التي تواجه تعثرا وخلافات حادة بين الأطراف الثلاثة تهدد بوصولها لطريق مسدود، فضلا عن تنفيذ بنود اتفاق اعلان المباديء الموقع بين رؤساء الدول الثلاث مارس الماضي.

وتتطلع انظار نحو 220 مليون مواطن بدول حوض النيل الشرقي (مصر والسودان وإثيوبيا) إلى العاصمة السودانية الخرطوم غدا الجمعة لمتابعة أول اجتماع من نوعه يحضره وزراء المياه والخارجية بالدول الثلاث لإنقاذ مفاوضات سد النهضة ونزع فتيل التوتر الذى قد يعتري العلاقات يسبب اصرار اثيوبيا على استكمال بناء هذا السد دون توافق بين شركاء النهر الخالد .

ومن المعروف أن إثيوبيا قررت فجاة من طرف واحد إبان ثورة 25 يناير 2011 زيادة السعة التخزينية لسد النهضة من 14 مليار متر مكعب الى 74 مليار متر مكعب قابلة للزيادة دون مشاورة مصر والسودان، ما أثار حفيظة الدولتين. واعترضت مصر بشدة لأن ذلك يلحق أضرارا بالغة بحصتها المائية.

ودخلت الدول الثلاث مفاوضات مكوكية على مدى نحو 4 سنوات لم تفض حتى الآن إلى نتائج ملموسة، فيما انتهت إثيوبيا من بناء نحو نصف السد وسط مخاوف من الانتهاء من عملية البناء حسبما هو مقرر 2017 قبل التوصل الى توافق وعندئذ تصبح أي دراسات عديمة الجدوى.

وتشارك مصر بوفد على مستوى عال برئاسة وزيرى خارجيتها سامح شكري والموارد المائية حسام مغازي بروح يسودها الأمل والتفاؤل من أجل الحفاظ على علاقات الأخوة وروابط الصداقة والتعاون التي سادت بين شعوب نهر النيل على مر التاريخ.

وأعرب وزيرا الخارجية والري عن أملهما أن تسود المفاوضات روح الأخوة، وأن يظل نهر النيل رافدا للخير والعطاء لشعوب دول الحوض، كما كان على مدى آلاف السنين وليس مصدرا للصراعات والنزاعات.

وأكدا أن توفر إرادة سياسية حقيقية كفيل بحل جميع القضايا والمشاكل العالقة وتسريع وتيرة المفاوضات من أجل التوصل إلى توافق يرضي جميع الأطراف قبل أن يصير السد أمرا واقعا يصعب معه تنفيذ أي دراسات.

بدورهم أكد خبراء أن مصر مستعدة لطرح جميع السيناريوهات والبدائل، ومنها وقف البناء حتى يتم التوصل إلى حلول مرضية للجميع ووضع جدول زمنى لمسيرة المفاوضات حتى لاتصبح مجرد مضيعة للوقت والخروج بنتائج ايجابية ودراسات تعتبر مثالا يحتذى به في العلاقات بين الدول المتشاطئة.

وقال وزير الموارد المائية و الري إن الوفد المصري انتهي من استعداداته للاجتماع الوزاري لوزراء الخارجية والري بالدول الثلاث الذي يعد اجتماعا محوريا وشديد الأهمية خاصة في توجيه مسار المفاوضات الفنية سياسيا للرجوع وفي أسرع وقت الي تنفيذ بنود خارطة الطريق والجدول الزمني المتفق عليها من الدول الثلاث ضمن اتفاق المباديء الذي وقعة رؤساء مصر والسودان وإثيوبيا.

وأضاف مغازي أنه سيتم جلسات الاجتماع السداسي على مدى يومين عرض الشواغل وعناصر القلق المصرية والرؤية المصرية لحسم جميع الأمور العالقة حول مفاوضات السد الإثيوبي، مشيرا إلى أن مصر تأمل أن يرد الجانب الإثيوبى على كافة الشواغل التى يطرحها الجانب المصري حول سد النهضة، خلال الاجتماع ومنها تسارع وتيرة بناء السد وبطء سير المفاوضات الفنية.

وشدد مغازي على أن مصر تسعى لتحقيق نتائج إيجابية خلال الاجتماع السداسي، مؤكدا على حتمية وجود إرادة سياسية حقيقية بين الدول الثلاث من اجل العمل معا على تطوير المشروعات المائية لتحقيق اعلي فائدة لشعوب الدول الثلاث .

فيما قال عضو الوفد المصري ومستشار وزير الري الدكتور علاء ياسين، إن مصر لا تملك ترف التساهل أو التنازل عن أي حق من حقوقها التاريخية في نهر النيل، الذي يشكل المصدر الوحيد للمياه في مصر الذي عاش عليه المصريون منذ فجر التاريخ، بينما تملك إثيوبيا والسودان بدائل أخرى، فضلا عن مياه الأمطار التي تسقط على الدولتين لأكثر من ستة أشهر كل عام، مشيرا إلى أن نهر النيل الأزرق الذي تقيم إثيوبيا عليه سد النهضة، يمد مصر بـ85% من حصتها في مياه نهر النيل.