قالت صحيفة العرب اللندنية، إنه منذ إعلان “دولة الخلافة” في يونيو 2014، أذاع تنظيم الدولة الإسلامية نجاحاته في التوسع ليكتسح أراضي جديدة خارج سوريا والعراق بنية الإيهام بأنه ينمو بسرعة في كافة أرجاء العالم الإسلامي وأنه يفتك من القاعدة موقع التنظيم الجهادي العالمي البارز.   لكن على عكس ادعاءات الدولة الإسلامية كثيرا ما شابت توسع هذا التنظيم النكسات، إذ واجه تنظيمات جهادية أكثر قوة والكثير منها تابع لتنظيم القاعدة صمدت أمام جهود بذر الشقاق داخلها والتحريض على الانشقاق.   ووفقا للصحيفة، يسعى تنظيم داعش في الفترة الأخيرة إلى تأسيس علاقات قوية مع تنظيمات إرهابية أخرى بهدف تكوين تحالفات تخدم جهوده من أجل الانتشار في مناطق جديدة لا سيما في قارة أفريقيا، بعد إعلان بعض التيارات المتطرفة الناشطة في بعض دول هذه القارة بيعتها للتنظيم. الأمر الذي بات يشكل تحديا جديدا في المنطقة.   ففي ليبيا سجلت الفصائل المتمردة التي بايعت تنظيم الدولة الإسلامية تزايدا سريعا إذ تضاعف عددها عشر مرات (من 200 إلى 2000) -مما يهدد الدول المجاورة وعلى رأسها "مصر وتونس"-، خلال العام الماضي حسب  بيتر فام الأخصائي في شؤون أفريقيا لدى مجموعة الأبحاث اتلانتيك كاونسل، وتنامي قوتها في ظل الفوضى السياسية والأمنية السائدة في البلاد يثير قلقا كبيرا لدى السلطات الأوروبية التي بدأت ترسل طائرات استطلاع لتحلق فوق قواعدها.   واعتبر جاكوب زين الأخصائي في الجماعات الجهادية الأفريقية في مؤسسة جيمستاون فاونديشن، “أن العلاقة بين بوكو حرام وناشطي تنظيم الدولة الإسلامية قد تتجاوز قريبا دائرة وسائل الإعلام للتوصل إلى تدريب عناصر بوكو حرام في ليبيا”.   وأضاف “أصبحت ليبيا بالنسبة لأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى مثلما هي الرقة (عاصمة تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة التي يحتلها في سوريا) بالنسبة لأجزاء أخرى في العالم، قد تقوم بوكو حرام على الأرجح في 2016 أو 2017 بهجمات من نوع جديد في نيجيريا أو في غرب أفريقيا بفضل التدريب والتنسيق مع تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا”.   واعتبر أيضا على غرار خبراء آخرين أن تعزيز تركيا لمراقبة حدودها مع سوريا أو التراجع العسكري لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق قد يحث الجهاديين الدوليين الجدد الذين يعدون بالآلاف لتحويل أنظارهم إلى ليبيا، وإن كانت هذه التحركات قد استرعت انتباه القوى الكبرى التي بدأت تحاول إيجاد حلول عاجلة للأزمة الليبية بما في ذلك خطر تنظيم داعش، هذا فضلا عن تحركات دول الجوار جديا من أجل التوصل إلى صياغة تحد من خطر توسع التنظيم أكثر أو تحول سرت إلى قاعدة جديدة لنشاطه.