انتقدت وسائل الإعلام الإسرائيلية إصرار رئيس الحكومة الإسرائيلى بنيامين نتنياهو على تمرير مخطط استخراج وبيع الغاز فى تل أبيب، وتذرعه باعتبارت أمنية وسياسية أهمها تصدير الغاز إلى مصر، واصفة هذه الذرائع بالغش والبعد عن الحقيقة من أجل تكريس نظام احتكارى لحقوق الغاز.
يأتى ذلك فى الوقت الذى يعتزم فيه المعارضون للمخطط رفع دعوى أمام المحكمة الإسرائيلية العليا لوقف تمريره. وذكرت صحيفة جلوبس الاقتصادية أن الدعوى ستستند إلى أن مصر نفسها أعلنت وقف المفاوضات لاستيراد الغاز الإسرائيلى ما ينسف الحجة التى يعتمد عليها نتنياهو.
وفى صحيفة هاآرتس وصف تسيفى برئيل محلل الشئون العربية فى الصحيفة مزاعم نتنياهو بأن تصدير الغاز سيؤدى إلى ترسيخ العلاقات الخارجية مع الدول العربية، ويحمى إسرائيل من المقاطعة بالحجة الواهية التى تفتقر إلى أساس.
وأوضح برئيل إن قرار مصر والأردن بعدم استيراد الغاز الإسرائيلى يقوض نظرية الأمن التى استند عليها نتنياهو، فضلا عن أن علاقات إسرائيل مع الدولتين التى عقدت معهما معاهدات سلام وهما مصر والأردن لا تعتمد على الغاز أو النفط، لكن على مصالح أمنية، وحلم اقتصادى، وتعهد بحل المشكلة الفلسطينية. كما أن مصر تتعاون مع إسرائيل فى مواجهة الإرهاب دون صلة بالغاز.
وفى صحيفة جلوبس فند يعقوف تسيل إيل حجة نتنياهو بأن تصدير الغاز يرسخ العلاقات مع الدول العربية، وكتب إن استعراض التاريخ يكشف أن قضايا الطاقة جلبت الحروب والخراب والقمع أكثر مما حققت السلام، وهى البنية الأساسية للنظم القمعية الاستبدادية بدءا من بوتين فى روسيا ومرورا بالسيسى الذى ترغب إسرائيل فى مساعدته على ترسيخ حكمه، وحتى ماباسوجو فى غينيا الاستوائية.
وأضاف المحلل الإسرائيلى إنه حتى لو وقع الشركاء فى حقلى تامار ولفيتان على اتفاقيات لتزويد مصر بالغاز من أجل تصدير أو للاستهلاك المحلى، ثم حدث نزاع بين إسرائيل ومصر، فإن ذلك لن يؤثر على العلاقات الثنائية بين البلدين، وسيستمر تدفق الغاز بفضل التعاقدات الصارمة الملزمة بين الهيئات التجارية.
وفى موقع والا الإخبارى اعتبر هادار حوريش أن رؤية نتنياهو لشرق أوسط جديد تلعب فيه إسرائيل دور مصدر الغاز لن تنجح فى اختبار الواقع. وكتب حوريش إن الواقع أكثر تعقيدا من رؤية نتنياهو، فشركات الغاز لا تملك اليوم تعاقدات فعلية لتصدير الغاز. صحيح أن هناك مذكرة تفاهم مع الأردن لكنها صفقة صغيرة لا تبرر تطوير حقل لوثيان، أما الاتصالات مع مصر فهى اتصالات لا تقف على قدمين ثابتتين.