تطرقت صحيفة "دايلي بيست" الأمريكية إلى أزمة الطائرة الروسية التي سقطت في شبه جزيرة سيناء وأودت بحياة 224 شخصًا من السياح الروس، مشيرة إلى أن مصر لا تزال تنكر أن الطائرة سقطت بفعل عمل إرهابي.
وأوضحت الصحيفة أن جميع دول العالم الآن تعلم جيدًا أن الطائرة سقطت بعمل إرهابي، فقد خلص المحققون الروس والأمريكان إلى أن سقوط الطائرة ميتروجيت 9268 في 31 أكتوبر الماضي، كان بفعل قنبلة زرعت على سطحها، كما أكد تنظيم داعش مسؤوليته عن الحادث حيث نشر صورة زاعمًا أنها القنبلة المستخدمة.
وأضافت أنه لم يعد أحد في مصر الآن يتحدث عن سبب تحطم الطائرة والذي لا يزال غامضًا بالنسبة لهم، حيث يقول المسؤولون المصريون الذين يتولون مسؤولية التحقيق إنهم لم يتوصلوا لأي استنتاجات، في الوقت الذي تقول فيه الدول التي حتى لا يمكنها الوصول لموقع الحادث إنهم أصبحوا متأكدين من السبب إلى حد ما.
ورأت الصحيفة أن الرفض المتعمد والمستمر للحكومة المصرية، هو خطوة جديدة لرفضها الاعتراف بالتهديد الإرهابي المتزايد بالرغم من شكوي الدبلوماسيين الخاصة، وهو ما يجعل الدولة غير راغبة في قبول مساعدة أو مواجهة تنامي تنظيم داعش بين سكان الوطن العربي.
من جانبه قال "إيريك تريجر" الخبير السياسي في الشأن المصري بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إن "هناك شعورًا واسع النطاق في واشنطن بأن مصر لا ترى التهديد الإرهابي الذي تواجهه بشكل حقيقى، لذلك لا تستطيع محاربته بطريقة فعالة".
وتابعت الصحيفة الأمريكية، بعد إعلان روسيا إلغاء جميع رحلاتها الجوية المتجهة إلى مصر، سارعت صحف الدولة بالصراخ "حتى أنت يا روسيا"، كما لو كانت تعرضت للخيانة الدولية.
من جانبه قال "إتش إيه هيلر" الباحث بمعهد "بروكينجز" للخدمات الملكية الأمريكي، "أعتقد أن كل ذلك بسبب التكبر.. فهم يرفضون الاعتراف أمام العالم بأن هناك اختراقًا أمنيًّا"، مضيفًا "يمكن أن يكون ذلك جيدًا في بعض الأحيان، ولكننا الآن أمام هجوم حدث والعالم كله يراه".
ونوهت بإعلان الاتفاق النووي بين مصر وروسيا، مشيرة إلى أنه بذلك تسعى الدولتان إلى جذب الانتباه الإعلامي المحلي من سقوط الطائرة وتدهور قطاعي الاقتصاد والسياحة.
وتابعت "عندما التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع الروسي سيرجي لافروف، لم يتطرق بيان الرئاسة المصرية إلى سقوط الطائرة، فيما سلط السيسي حديثه على رؤيته لمكافحة الإرهاب"، مشيرًا إلى أهمية تعزيز التعاون الدولي ومواجهة منظمات الإرهاب والتطرف في المنطقة من خلال استراتيجية شاملة.
ورأت أنه الآن من وجهة نظر الحكومة المصرية استراتيجية التحولات تعمل جيدًا، ففي الفترة الأخيرة تحولت جميع مواقع التواصل الاجتماعي من الحديث عن الطائرة الروسية إلى الحديث عن المفاعل النووي، ناشرة العديد من الكوميكس والرسوم الكارتونية الساخرة حول ذلك الأمر.