لا تزال السلطات الفرنسية تبحث في كيفية عودة عبد الحميد أباعود إلى فرنسا والتنقل بحرية في أوروبا، في الوقت الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف دولية! فيما عبر وزير الداخلية برنار كازنوف عن الأسف ب"عدم نقل أي معلومات من دول أوروبية" إلى باريس حول الموضوع.
تطرح في فرنسا تساؤلات حول كيفية تخطي المدبر المحتمل لهجمات الجمعة الداميةفي باريس عبد الحميد أباعود، لحدود أوروبا انطلاقا من سوريا، لتنفيذ اعتداءات 13 تشرين الثاني/نوفمبر والتي راح ضحيتها نحو 129 شخصا.
ونقلت مجلة "دير شبيجل" الألمانية الخميس عن مسؤولين أمنيين إن أباعود قد استجوب من الشرطة الألمانية في مطار "كولونيا بون" أوائل العام الماضي، قبل أن يستقل طائرة إلى اسطنبول. وتفاخر أباعود في مجلة إلكترونية يصدرها تنظيم "الدولة الإسلامية" بالسهولة التي يمكنه بها التنقل بين سوريا وبلجيكا وبقية أوروبا.
وبعد ستة أيام على اعتداءات هي الأسوأ في تاريخ فرنسا أوقعت 129 قتيلا و352 جريحا، أعلنت فرنسا الخميس مقتل عبد الحميد أباعود الذي دبر على الأرجح هذه الاعتداءات التي تبناها التنظيم الجهادي، وتم التعرف رسميا على جثته إثر عملية واسعة للشرطة في سان دوني بشمال باريس.
وأثار إعلان مقتله القلق والارتياح في آن واحد. وتدور تساؤلات حول تمكنه من الدخول إلى أوروبا والتنسيق مع تسعة أشخاص على الأقل لتنفيذ اعتداءات باريس، بينما صدرت بحقه مذكرة توقيف دولية وكان الاعتقاد بأنه موجود في سوريا.
ضعف التنسيق الاستخباراتي؟
وأقر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس بأن السلطات لا جواب لديها. أما وزير الداخلية برنار كازنوف فقد أعرب عن الأسف ب"عدم نقل أي معلومات من دول أوروبية" إلى باريس حول الموضوع.
وتبلغ المحققون بأن أباعود موجود في فرنسا بفضل معلومات استخباراتية من المغرب. ومن المقرر أن يستقبل هولاند ملك المغرب محمد السادس بعد ظهر الجمعة.
وتابع كازنوف "بات ملحا أن تستدرك أوروبا وتنظم العمل بين دولها للتصدي للتهديد الإرهابي".
أما فالس فشدد على أن "نظام شنغن (حرية التنقل داخل الاتحاد الأوروبي) نفسه سيتأثر ما لم تتحمل أوروبا مسؤولياتها".
ومن المفترض أن يتيح اجتماع مقرر للوزراء الفرنسيين الجمعة إحراز تقدم حول الأولويات التي أعلنها هولاند الاثنين مثل "مكافحة تهريب الأسلحة" و"فرض رقابة بشكل منسق ومنهجي على حدود" فضاء شنغن و"إقرار" قاعدة بيانات حول المسافرين جوا "لضمان تتبع عودة أي جهاديين".
وحذر فالس من أن "التهديد لا يزال قائما وسيظل كذلك لفترة طويلة".
تواصل البحث عن صلاح عبد السلام..
وتتواصل عمليات المداهمة التي جعلتها حال الطوارئ أكثر سهولة وبلغ عددها 600 منذ 13 تشرين الأول/أكتوبر في كل أنحاء البلاد وقد فرضت السلطات الإقامة الجبرية على 157 شخصا.
ولا تزال السلطات تبحث عن صلاح عبد السلام الذي يشتبه بانتمائه إلى المجموعة التي هاجمت المطاعم والمقاهي في 13 تشرين الثاني/نوفمبر وتشتبه السلطات في أن شريكين له ساعداه في الهرب إلى بلجيكا حيث تم توجيه الاتهام إليهما.
وفي الخارج، لا يزال القلق مستمرا فقد أشارت الولايات المتحدة إلى تهديدات بحصول اعتداءات في إيطاليا خصوصا في روما وميلان. وفي بلجيكا، أوقفت السلطات تسعة أشخاص بعد ظهر الخميس من بينهم سبعة مقربين من بلال حدفي أحد الانتحاريين.