مشروعاً بدون رأس مال لشباب الخريجين، يُعد فرصة كبيرة للحصول من خلاله على عائد سنوى قد يتعدى 600 ألف جنيه، وذلك عن طريق شجرة التوت وبيع محصولها، أو إنتاج سجاد من الحرير عالى الجودة.
فى البداية يوضح الدكتور محمد نور الدين أستاذ الأسمدة الحيوية والعضوية بمركز البحوث الزراعية، أن فكرة المشروع تتلخص فى زراعة "أشجار التوت" على جانبى الترع والمصارف لإنتاج الحرير الناتج من تربية دودة القز، حيثُ تتوافر المساحات الكبيرة على جوانب الترع والمصارف والتى تمتد خلال ربوع مصر، متوافر بها مصدر مائى دون أى إنشاءات، وبذلك نوفر للشباب مشروعاً دون رأس مال، أو رأس مال بسيط يساعده على العمل، والقضاء على الآثار النفسية المترتبة على البطالة، مشيراً إلى أنه يوجد فى مصر نحو 30 ألف كيلو متر ترع ومصارف، تزرع بالفعل بأشجار ضعيفة الأهمية كالصفصاف والكازورين، والتى يمكن استبدالها بأشجار التوت بمعدل كل 100 متر نزرع شجرة على الجانبين فيكون الإجمالى(30000X100X2) أى نحو ستة ملايين شجرة.
وأضاف "نور الدين" أن الشجرة الواحدة تنتج بعد 3 سنوات نحو 20 كيلوجراماً من ثمار التوت و50 كيلوجراماً أوراقاً طازجة، ويقدر سعر الجملة لكيلو التوت بخمسة جنيهات، كما تغذى الخمسون كيلو جراماً من الأوراق دوداً ينتج نحو كيلو جرام شرانق.
ومن الجدير بالذكر أن"محمد على باشا "أتى بديدان القز من الصين، وشجع تربيتها وانتشارها فى معظم محافظات مصر، وحتى نهاية الخمسينيات لم تكن هناك قرية فى مصر لا تشارك فى إنتاج الحرير، ولكن تدهورت هذه الصناعة مع الإهمال، وانهار الإنتاج، ثم اختفت تماماً على يد بعض المخربين.
وقال "نور الدين" إنه يجب طرح هذا المشروع لشباب الخريجين، لتوفير فرص عمل لهم ومساعدتهم على الدخول فى مجال العمل بقوة، وذلك عن طريق إعطاء الخريج عدد 200 شجرة مرقمة من 1 إلى 200 بإيجار من المحافظة التابع لها الخريج، وليكن الإيجار بنحو 2 جنيه للشجرة، وهو سعر قليل ومناسب للجميع، بحيثُ لا يتطلب المشروع رأس مال كبيراً يعجز الشباب عن توفيره، ثم يقوم بعد ذلك برعايتها مع المتابعة من الجهات المسئولة، مثل قسم التشجير بمجالس المدينة، ومحطات البحوث الزراعية وجهاز الإرشاد، حيثُ من الممكن لهذا المشروع إنتاج نحو 200 كيلو جرام شرانق دودة القزّ، التى يبلغ سعر الكيلو جرام منها إلى 100جنيه، ونتيجة لذلك سيحصل الخريج على إيراد سنوى يصل إلى 20 ألف جنيه سنوياً.
ويضيف أن تكلفة تقنية إعداد شرانق دودة القز لإنتاج الحرير ليست غالية، حيثُ إن الشرانق تحتاج إلى فك عن طريق دولاب خشبى رخيص الثمن يقوم بها الخريج، أو يمكن يقوم بها خريج آخر لتشغيل عدد كبير من الشباب، بفك الشرانق وتصنيعها بعد حصوله على دورات تدريبية لمراحل إنتاج الحرير فى مركز البحوث الزراعية "قسم الحرير"، حيثُ يصل سعر الكيلو جرام من الحرير المفكوك نحو 200 جنيه، وبالتالى يكون عائد الربح 100 جنيه للكيلو جرام فيكون كالتالى 200 كيلوجرام حرير×100جنيه عائد = 20000 جنيه تقريباً كعائد سنوى.
كما يمكن أيضاً الاستفادة من الحرير المفكوك فى صناعة سجاد حرير عالى الجودة، عن طريق تدريب مجموعة من الشباب على تحويل الحرير المنتج إلى سجاد يصدر للخارج، حيثُ إن كل كيلو جرام حرير ينتج تقريباً متراً مربعاً من السجاد يتراوح ثمنه بين 3 آلاف و 3500 جنيه.
فإذا أنتج المشروع نحو 200 كيلو جرام حرير فسينتج عنه مساحة 200 متر مربع من السجاد الحرير عالى الجودة فى السنة، وإذا نظرنا إلى العائد السنوى للمشروع فإننا يمكن حسابه عن طريق ضرب متوسط سعر السجاد الحرير البالغ 3 آلاف جنيه والمساحة الناتجة من السجاد عن 200 كيلو جرام حرير والتى تقدر بـ 200 متر مربع سجاد، فإن العائد السنوى قد يصل إلى 600 ألف جنيه، ويمكن لهذا المشروع أن يقوم عليه ثلاثة خريجين أو أكثر.
ولفت"نور الدين" إلى أن هناك نماذج ناجحة لتصنيع سجاد الحرير الفاخر مثلما حدث فى قرية ساقية أبوشعرة بمحافظة المنوفية، وقرية الشناوية بمحافظة بنى سويف حيثُ يتم تدريب الأطفال من سن سبع سنوات على نسج وصناعة السجاد اليدوى من الحرير عالى الجودة. وأضاف أنه يمكن الحصول على دخل جيد من ثمار التوت لمجموع 200 شجرة كالتالى حيثُ إن كل شجرة تنتج نحو 20 كيلو جراماً من نبات التوت، الذى يصل سعره إلى 5 جنيهات محققاً عائداً سنوياً يقدر بـ 20 ألف جنيه تكفى كدخل لإعالة خريج، كما يمكن تشغيل خريجين أخرين فى الأعمال المعاونة لمنظومة إنتاج الحرير من دودة القز التى تتغذى على شجرة التوت، من نقل، وخامات مكملة، وأسمدة، ومبيدات وغيرها