جودة التعليم في مهب الريحجودة التعليم في مهب الريح
يتساءل  زايد الزيد
في الوقت الذي يُقاس فيه تطور الأمور وحضارتها ورفعتها من خلال جودة التعليم ناهيك عن الاهتمام بكل ما يمت بصلة للتعليم، ومع سنوات القرن الواحد والعشرين، مازالت «الآية مقلوبة» لدينا في الكويت، فالتراجع في مجال التعليم سمة من سمات المجال التعليمي، وحتى خطة التنمية المزعومة، والتي ينطبق عليها وصف «بيض الصعو» نسمع بها ولا نراها، كان تطوير التعليم خارج حساباتها تماما، على الرغم أن مفهوم التنمية مرتبط بتطوير الفرد والمجتمع، وليس بتنمية المشاريع الكونكريتية، ففي ظل دولة نفطية غنية بمدخول مالي ضخم يتجاوز يوميا نحو 200 مليون دولار، مازالت لدينا جامعة حكومية واحدة فقط، ومدارس متهالكة ومناهج ضعيفة واساليب تعليم تعتمد على التلقين ، فأي تنمية ننتظر؟!.
والحقيقة، ان الانحدار في المستوى التعليمي بلغ مبلغاً كبيرا من السوء، فوفقا لتقرير نشر في أكتوبر الماضي في موقع «تايمس هاير إيديكاشون» عن الجودة في المجال التعليمي لأفضل الجامعات على مستوى العالم، كانت جامعة الكويت خارج قائمة أفضل 800 جامعة في العالم، وسبقتنا جامعات عربية أخرى بينها من دول الخليج، هذه الحقيقة المُرة، لن نجد لها بطبيعة الأمر آذاناً صاغية، بل الأمر الأكثر سوءا صمت المسؤولين في الحكومة عن التعليق على هذا التدهور الذي عكسته هذه القائمة ، وهي ليست الأولى ولن تكون الأخرى .
والأمر لم يقف عند هذا الحد أيضا ، فما يكشف عن سوء التخطيط في المجال التعليمي- ما كشفته إحدى الصحف يوم امس - بأنه منذ بدء دوام الطلاب والطالبات في مدارس وزارة التربية في 16 سبتمبر الماضي وحتى اليوم كان دوام الطلاب والطالبات فعليا هو 16 يوما فقط من أصل 44 يوما، بسبب العطل الرسمية من يومي الجمعة والسبت وعطلة عيد الأضحى وعطلة رأس السنة الهجرية وما استجد عليهما من عطلة يومين بسبب موجة الأمطار الرعدية مؤخرا، إن هذا الأمر يكشف عن سوء التخطيط، فأي تطور وأي جودة تعليمية نبحث عنها وحتى الموسم الدراسي للطلبة لم تكن هناك خطة واضحة المعالم للتعامل معه؟