أكد رئيس ديوان المحاسبة بالإنابة، عادل الصرعاوي، ضرورة مواكبة الأجهزة الرقابية الظروف والمستجدات لتحافظ على مكانتها وتقدمها ومواصلة أداء مهامها بكفاءة.
وقال الصرعاوي، في كلمته الافتتاحية في ملتقى «التخطيط الاستراتيجي للمنظمات الرقابية» أمس، إن هناك العديد من المتغيرات والأزمات على المستويات كافة، تستدعي تعاون جميع الأجهزة الرقابية لمواجهتها، وتعزيز دورها الرقابي الفاعل، وترسيخ المبادئ السامية التي أنشئت من أجلها.
متغيرات
وأضاف ان تلك المتغيرات تتطلب وضع آليات رقابة وقائية مسبقة، تسهم في التنبؤ بالأحداث المقبلة، ووضع الأساليب والوسائل الاستباقية اللازمة لمواجهتها، وتدعيم كل ذلك بخطط استراتيجية مدروسة وفعالة توضع وتتابع وتتطور باستمرار، وتستند إلى الأساليب الحديثة والمستجدة.
ولفت إلى وجوب تفعيل دور تقنية المعلومات والاستفادة منها في مختلف مجالات العمل، وتنمية قدرات العاملين من خلال التعليم الإلكتروني ونظم التدقيق، بما يضمن الحفاظ على التميز في الأداء المهني، وتنمية وبناء القدرات المؤسسية، وتطوير القوى العاملة وتبادل الخبرات، بما يسهم في تحقيق الأهداف المنشودة. وأوضح أن «المجتمع بأكمله صاحب منفعة في ضمان حماية المال العام، وتتبع الآثار الناتجة عن استخدامه، والتأكد من تحقيق الأهداف المخططة لذلك».
خبرات
وأكد حرص الديوان منذ نشأته على الإسهام بشكل مباشر في وضع ومتابعة الخطط الاستراتيجية المنظمة العربية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة، والحرص على توافق تلك الخطط مع خطط وأهداف المنظمة الدولية (الإنتوساي)، والاستفادة من الخبرات المتوفرة لديها ولدى المنظمات الإقليمية المتعلقة بهذا الشأن.
ودعا الصرعاوي إلى دعم التوجه العالمي، الذي تنتهجه المنظمات الدولية والإقليمية المتميزة بمختلف مستوياتها واختصاصاتها، للتركيز على فئة الشباب الواعد «الذين هم قادة المستقبل»، والحرص على تضمينهم كمكون أساسي في الخطط والتوجهات الاستراتيجية القادمة للمنظمة العربية.
كما دعا إلى غرس القيم السامية فيهم، مثل حماية المال العام والنزاهة والشفافية وغيرها من القيم الأساسية التي يقوم عليها عملنا الرقابي، «وهي القيم الأصيلة التي غرسها فينا الآباء والأجداد في الماضي، وكانوا لها خير مثال وقدوة»، حتى يكون هؤلاء الشباب خط الدفاع الأساسي للذود عن المال العام وحمايته في المستقبل.
مشاركة
وأشار إلى مشاركة نخبة من طلبة جامعة الكويت في تخصصات المحاسبة والحقوق في الملتقى، لتتاح لهم فرصة الوقوف على أحدث المستجدات في العمل الرقابي على أرض الواقع بشكل مباشر، واكتساب الخبرة العملية التي تدعم الجوانب النظرية في دراستهم.
وذكر أن الأجهزة الرقابية مطالبة بتنمية وتطوير آليات العمل، وتوسيع آفاق التعاون على الأصعدة والمستويات كافة، للاستفادة من التجارب والخبرات الثرية حول العالم لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية، داعيا إلى زيادة الجهود نحو تنمية وتطوير آفاق التعاون الثنائي مع الأجهزة الشقيقة والصديقة.
من النقدي إلى الاستحقاق قال عادل الصرعاوي ان هناك تحديا كبيرا يواجه الإدارة المالية في الدول، «وهو التحول من الأساس النقدي إلى نظام الاستحقاق»، والكويت «جادة» في تطبيق هذا النظام، مطالبا الجهات الرقابية بتهيئة أنفسها للتعامل مع هذا النظام.