أعلن وزير العدل التونسي الأزهر القروي الشابي أن بلاده طلبت من الشرطة الدولية( الانتربول) اعتقال الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وزوجته ليلي الطرابلسي وأفراد آخرين من الأسرة فروا من تونس.
وأضاف الوزير في مؤتمر صحفي أن تونس تريد محاكمة بن علي وأقاربه بتهمة الاستيلاء علي ممتلكات وتحويل عملات أجنبية إلي الخارج.
وذكر بالاسم سبعة من أسرة بن علي رهن الاحتجاز في تونس لكنه قال إن عماد الطرابلسي ابن شقيق ليلي الطرابلسي زوجة بن علي وصخر الماطري زوج ابنته فرا إلي الخارج. وأضاف أنه جري أيضا تقديم اسم بلحسن الطرابلسي شقيق ليلي إلي الشرطة الدولية.
وقال الشابي إنه ستتم أيضا محاكمة ستة من الحرس الرئاسي الخاص ببن علي- وهم محتجزون حاليا- بينهم علي السرياتي لتآمرهم ضد أمن الدولة وتحريضهم الناس علي العنف ضد بعضهم بالسلاح.
وذكر الوزير التونسي أنه لا يجري الإعداد حاليا لإجراء قانوني ضد وزير الداخلية السابق رفيق بلحاج قاسم الذي قاد جهود سحق الانتفاضة الشعبية عندما اندلعت أواخر ديسمبر. وكان بن علي قد أقال بلحاج قاسم قبل أيام من فرار الرئيس إلي خارج البلاد, وقال الوزير ان71 شخصا لقوا مصرعهم في المواجهات بتونس, وأضاف انه تم الإفراج منذ فرار بن علي عن2460 سجينا بينما تمكن نحو11 ألفا من الهروب من السجون.
وفي هذه الأثناء صرح زعيم حركة النهضة الإسلامية التونسية المعارض راشد الغنوشي بأن تركيا تشكل نموذجا ديمقراطيا حقيقيا يمكن للتونسيين الاقتداء به من أجل إقامة دولة تتآلف فيها القيم الإسلامية مع القيم الديمقراطية المعاصرة. وأضاف الغنوشي- المقيم في لندن في مقابلة مع التليفزيون الرسمي التركي( تي ر تي) أمس- أن نموذج تركيا بدأ يلفت نظر الشعب التونسي لاسيما في الفترة الأخيرة لأن للأتراك حكومة منتخبة وإعلاما حرا وقضاء مستقلا وجيشا منضبطا. ودعا تركيا إلي دعم مسيرة التحول الديمقراطي في تونس حتي تترسخ, موضحا أنه يمكن لتركيا أن تلعب دورا فاعلا من خلال تجربتها الديمقراطية وتنفيذ مشروعات استثمارية بتونس في هذه الفترة التي تمر بها بلاده والتي وصفها بـ العصيبة.
ومن ناحية أخري ذكر مصدر فرنسي أن فرنسا قررت تغيير سفيرها لدي تونس بيير مينا بعد الأخطاء الدبلوماسية التي وقعت وسوء التقدير لتطورات الأوضاع في تونس قبل سقوط نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي, مما أدي إلي موقف فرنسي من الثورة التونسية أثار الكثير من الانتقادات نظرا لمساندة باريس نظام بن علي حتي سقوطه ثم الانقلاب عليه بعد إعلان هروبه من تونس. وقال المصدر إن القرار تم اتخاذه خلال الاجتماع الاسبوعي لمجلس الوزراء الفرنسي الذي عقد برئاسة نيكولا ساركوزي. ومن المقرر أن يتم تعيين سفير فرنسا الحالي في العراق بوريس بوالون ليحل محل سفيرها السابق في تونس.
وميدانيا بدأ الاتحاد العام النقابي للعمل في صفاقس, ثاني أكبر المدن التونسية أمس إضرابا عاما للمطالبة بحل الحكومة الانتقالية التي يهيمن عليها كوادر النظام التونسي السابق بينما أصيب متظاهر ونقل إلي المستشفي خلال مواجهات وقعت أمس بين قوات مكافحة الشغب ونحو ألف متظاهر يرابطون لليوم الرابع علي التوالي أمام مقر الحكومة التونسية مطالبين بتنحي حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية.
وذكر شهود عيان أن الشرطة استعملت القنابل المسيلة للدموع لمنع متظاهرين جدد من الانضمام اليهم, وهتف المتظاهرون ضد قوات الأمن واصفين إياها بأنها شرطة ليلي في إشارة إلي ليلي الطرابلسي زوجة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي والتي كان ينظر إليها علي أنها تتمتع بنفوذ متغلغل وحياة باذخة.