أعلن رئيس الوزراء اللبناني المكلف نجيب ميقاتي أن الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة ستبدأ غدا الخميس في مجلس النواب, معربا عن أمنيته في أن تسفر عن ولادة قريبة لحكومة تواجه بمسئولية وطنية جامعة كل التحديات التي تنتظرنا.
ووجه ميقاتي دعوة صادقة إلي كل الفرقاء لتجاوز كل الاعتبارات والانخراط في عمل مشترك ينطلق من الثوابت التي أجمع عليها اللبنانيون.
وقال: يدي ممدودة إلي جميع اللبنانيين, مسلمين ومسيحيين, كي نبني ولا ندمر, نتحاور ولا نتخاصم, داعيا إلي التعلم من عبر الماضي ودروسه وننقذ أنفسنا ولبنان.
وأكد ميقاتي أنه لا مكان للكيدية في ممارساتي, لأن الحكم ممارسة مسئولة عنوانها التسامح والحسم والحزم, لافتا إلي أن زيارته للحريري واجب في أي وقت كان.
وقال إنه لديه ثقة بأن الالتقاء الوطني علي الحلول التي نتوافق عليها سيؤمن حتما دعم الدول الصديقة والشقيقة, لأن عودة التوافق للشعب اللبناني نشكل انجازا.
وأضاف ميقاتي أن التوافق الوطني سيشجع الدول الشقيقة علي مساعدة اللبنانيين لمواجهة استهدافات الاعداء الذين ينتظرون الفرصة للانقضاض علي لبنان وضرب وحدته ومؤسساته.
وكانت مشاورات نيابية قد استمرت يومين أعلن بعدها الرئيس اللبناني ميشال سليمان أن رئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي سيتولي رئاسة الحكومة اللبنانية المقبلة, بعد أن نال تأييد أغلبية النواب في البرلمان الذي يضم128 مقعدا. وقالت مصادر رسمية إن ميقاتي حصل علي68 صوتا بالفعل وسيتولي رئاسة الحكومة المقبلة.
وجرت الاستشارات النيابية بين الكتل البرلمانية والرئيس اللبناني ميشال سليمان وسط توتر متزايد في الشارع اللبناني وصل الي ذروته أمس في الوقت الذي بدأ فيه أنصار رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني سعد الحريري احتجاجات واسعة اتجاه النواب لتسمية ميقاتي لرئاسة الحكومة القادمة
ونظم المئات من انصار رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري في شمال لبنان أمس احتجاجا ضد احتمال تكليف نجيب ميقاتي المدعوم من حزب الله بتشكيل الحكومة المقبلة.
كما اشعل المتظاهرون النار بسيارة البث الخاصة بقناة الجزيرة الفضائية واحرقوا صور ميقاتي في مدينة طرابلس بشمال لبنان الذي يمثلها في البرلمان.
وفي بيروت قطع المتظاهرون الطرق باطارات السيارات المشتعلة وبحاويات القمامة. وقال مصدر امني ان اعيرة نارية اطلقت في الهواء قبل ان يتدخل الجيش. ولم ترد انباء عن وقوع اصابات.
وكان انصار الحريري دعوا الي يوم غضب بعد ان حظي رئيس الوزراء الاسبق نجيب ميقاتي بدعم حزب الله وحلفائه الذين اطاحوا بحكومة سعد الحريري في وقت سابق من هذا الشهر بسبب مسودة لائحة اتهام من قبل محكمة تدعمها الامم المتحدة فيما يتعلق باغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري عام2005. وضمن ميقاتي عدد الاصوات التي تخوله تشكيل الحكومة بعد ان حظي بدعم حاسم من الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي قلب الاغلبية البرلمانية لصالح المعارضة.
وعبر سعد الحريري رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية, عن شكره للمتضامنين معه, إلا أنه أعرب عن رفضه لكل مظاهر الشغب والخروج عن القانون وقال الحريري في كلمة للشعب اللبناني أذيعت في التليفزيون أن الغضب لا يكون بقطع الطرقات والتعدي علي حرية الأخرين مهما كانت الدوافع إلي ذلك وعبر عن أسفه للهجوم الذي تعرضت له سيارة بث تابعة لمحطة الجزيرة الفضائية وأعمال الشغب التي اندلعت بين متظاهرين غاضبين وعناصر الجيش.
وناشد الحريري, الذي أسقطت حكومته قبل نحو أسبوعين بعد استقالة أحد عشر وزيرا بينهم عشرة يمثلون حزب الله وحلفاءه, الالتزام بأعلي درجات الهدوء والحذر والابتعاد عن الدعوات المشبوهة
كما أصيب ثلاثة أشخاص بجروح في مدينتي بيروت وطرابلس خلال اعمال الشغب التي ترافقت مع الاحتجاجات الشعبية علي اقصاء رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري عن تشكيل الحكومة الجديدة. وذكرت مصادر أمنية ان أحد الاشخاص اصيب في مدينة طرابلس بجروح نتيجة اطلاق النار عليه وتم نقله الي احد مستشفيات المدينة. كما أغلقت المحلات التجارية والمدارس والجامعات والمصارف التزاما بالدعوة الي يوم الغضب التي وجهها تيار المستقبل, وبدأت جموع شعبية بالتجمع في أحد ميادينها يتقدمهم القيادي في تيار المستقبل مصطفي علوش وعدد من نواب التيار ونشر الجيش اللبناني تعزيزات مكثفة في مناطق التوتر والتحرك الشعبي, وتقوم قوات من الجيش بفتح الطرقات المقفلة بالاطارات والأحجار.
من جهته, وصف عضو كتلة تيار المستقبل النائب أحمد فتفت التحركات الشعبية بالسلمية تعبيرا لرفض ما سماه انقلاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
وحمل فتفت نصرالله المسئولية الكبري واتهمه بانه يريد أن يفرض علي لبنان رئيسا للحكومة لا ينسجم مع الواقع وبأنه يتصرف وكأنه أعلي من المؤسسات ومن رئيس الجمهورية ومن الإستشارات.
ودعا فتفت المواطنين ولاسيما في شمال لبنان الي التعبير عن رأيهم بشكل حضاري.وحذر رئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي من أنه يتم استعماله أداة لفتنة سنية سنية
وتعرضت مجموعة من وسائل الإعلام للاعتداء من جانب المحتجين من أنصار تيار المستقبل خلال الاعتصامات الشعبية التي نظمت في العاصمة بيروت ومدينة طرابلس الساحلية, شمالي البلاد, احتجاجا علي اتجاه النواب لتسمية مرشح المعارضة ورئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة المقبلة.
وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أن مناصري تيار المستقبل أطلقوا النار باتجاه فريق الشبكة الوطنية اللبنانية للإرسال( ان.بي.ان) في منطقة الكولا والطريق الجديدة بالعاصمة بيروت.
كان ميقاتي, توجه بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال سليمان أمس في إطار الإستشارات النيابية, بنداء إلي أهالي طرابلس قائلا: أوجه نداء إلي أهلي في طرابلس, بصفتي نائبا عنها, أدعوهم فيه إلي ضبط النفس وعدم الانجرار إلي أي إشكال مهما كان نوعه.
وأضاف: بالأمس قلت إنني مددت يدي إلي الجميع.. لن أدخل في جدل عما إذا كان ما يحصل مخطط له أو غفوي. ومهما حصل سعد الحريري, سيبقي أخا وأفضل صديق لي, فنحن أبناء طائفة وملة واحدة ولفت ميقاتي إلي أن ما حثه علي هذه المغامرة هو أن تكون طرابلس علي الخارطة السياسية في لبنان, مؤكدا أنه يقوم بعملية إنقاذية.
وقد شهدت مدن ومناطق لبنانية عديدة تجمعات لأنصار الحريري, وبينها مدينة طرابلس, مسقط رأس ميقاتي, التي شهدت تجمعا لأنصار الحريري.
وشهدت مناطق أخري في البقاع الغربي, شرقي لبنان, ومنطقة إقليم الخروب الجبلية والعاصمة بيروت احتجاجات مماثلة, حيث تم قطع الطرق وإحراق إطارات السيارات, والتنديد بإبعاد الحريري عن رئاسة الحكومة والاتجاه لتسمية ميقاتي للمنصب.