أزمة فيلم "Fair game" أو "اللعبة العادلة" استوقفت الوسط السينمائى والفنى كثيراً عند مفهوم التطبيع الفنى مع إسرائيل خصوصا، وإن سبقت هذه الأزمة تهمة أخرى للنجم عمرو واكد.

تهمة التطبيع الفنى مع إسرائيل أصبحت عريضة المفهوم خالية من أى تفاصيل، ولم يحدد قانون النقابات الفنية أية معايير يجب توافرها لإثبات صحتها من عدمه حتى أنها فقدت معناها، وأصبح ذكرها يحمل الكثير من الإهانة للفنان المصرى الذى يرغب فى أن يصل للعالمية.

هذا الالتباس فى تحديد ماهية التطبيع مع إسرائيل وجب علينا أن نعيد فتح هذا الملف لإعادة تعريف هذا المصطلح الذى فقد معناها من كثرة استخدامه بالباطل، خصوصا أنه بعد كل ما أثير عن النجم خالد النبوى فى فيلم "اللعبة العادلة" على مدى عام كامل اكتشفنا جميعا أن الممثلة الإسرائيلية كل رصيدها بالفيلم مشهدين، وهذا لا يعتبر تطبيعاً، الأمر الذى دلل على أننا نستخدم هذه التهمة التى تطعن فى الانتماء والوطنية بلا فهم أو إدراك.

المدهش أنه لا توجد مادة صريحة بالقانون المصرى تحرم التطبيع الفنى مع إسرائيل، وكل ما فى الأمر أن هذه التهمة تستند إلى قرار الراحل سعد الدين وهبة عندما كان يشغل منصب رئيس اتحاد النقابات الفنية قبل أكثر من 30 عاما، وهو قرار بعدم التطبيع الفنى مع إسرائيل، وذلك عقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد بخمس سنوات تقريبا، وكان يهدف إلى حماية الفن المصرى من الغزو الصهيونى وقتها.

ومع تغير وسائل الميديا وتطور المشهد الفنى فى المنطقة العربية مازالت النقابات الفنية تعمل بهذا القرار الذى أصبح عقيما، ولا يصلح لهذه المرحلة، فضلا عن أنه وبعد كل هذه المدة، تأكد عدم دستوريته ومخالفته لنصوص القانون والدستور، حيث لم ينص الدستور الجديد 2005 على عدم التطبيع مع إسرائيل، بل أكثر من هذا أن المادة "49" تنص على: "تكفل الدولة للمواطنين حرية الإبداع الفنى والبحث العلمى" أى أن من حق كل مبدع أن يعمل ما يراه ومع من يناسبه، وهكذا ينتظر قرار النقابات الفنية لمن يطعن على دستوريته، وربما لم يحدث إلى الآن لما سيتبعه هذا التصرف كالعادة من تهم عدم الانتماء والوطنية.

ممدوح الليثى رئيس اتحاد النقابات الفنية أكد أن مسألة التطبيع مع إسرائيل عادة ما يحركها الباعث الوطنى، وحتى مع وجود تطبيع مع إسرائيل فى كافة المجالات يبقى هنا للفنان المصرى موقفه فى مساندة الموقف العربى الشعبى، كما أن سعد الدين وهبة عندما وضع لوائح عدم التطبيع مع إسرائيل لم يضع تفاصيل لهذا القرار، الأمر الذى يجعل الصورة خاطئة لكثير من الوقائع مثل فيلم "اللعبة العادلة" بعد أن اكتشفنا أن الممثلة الإسرائيلية ليست أكثر من كومبارس بالفيلم، لذلك يتوجب علينا أن نعيد صياغة لوائح التطبيع مع إسرائيل بعد إعادة تعريف المصطلح الذى أصبح يستخدم اعتباطا.