في استجابة للمسيرات الاحتجاجية التي شملت مناطق متفرقة من العاصمة التونسية أمس مطالبة بحل الحزب الحاكم سابقا واستقالة الحكومة المؤقتة وإعادة تشكيلها من مختلف الأطياف الوطنية, أعلن حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الذي حكم تونس في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي حل لجنته المركزية.
وأوضح الحزب في بيان أن هذا القرار اتخذ لأن عددا كبيرا من أعضاء اللجنة المركزية- الذين أصبحوا وزراء في الحكومة الجديدة- انسحبوا من الحزب تحت ضغط المعارضة, موضحا أن قرار الحل لا يشمل الحزب نفسه.
وكانت الشرطة التونسية قد أطلقت النار في الهواء لتفريق مسيرة ضمت أكثر من ألف شخص أمام المقر المركزي لحزب التجمع الدستوري مطالبين بحل الحزب, ومنع من شاركوا فيها من اقتحام مقر الحزب.وفي السياق نفسه, أعلن الوزير الأول المكلف بالتنمية الإدارية زهير المظفر62 عاما استقالته من حكومة الوحدة الوطنية التي تتولي مؤقتا. وقدم خمسة وزراء من أعضاء حكومة الوحدة الوطنية في تونس أمس استقالتهم من مسئولياتهم الحزبية في الحزب الحاكم سابقا, وهم كمال مرجان وزير الشئون الخارجية ورضا قريرة وزير الدفاع الوطني وأحمد فريعة وزير الداخلية ومنصر الرويسي وزير الشئون الاجتماعية وزهير المظفر وزير لدي الوزير الأول مكلف بالتنمية الإدارية, وذلك قبل استقالة الأخير من الحكومة الجديدة.واستبقت الأحداث المتسارعة أول اجتماع مقرر لحكومة الوحدة الوطنية أمس للنظر في مشروعين رئيسيين هما العفو التشريعي العام وفصل الدولة عن الأحزاب السياسية, بالإضافة إلي تسيير الأمور الإدارية للدولة.وتضم حكومة الوحدة الوطنية24 عضوا, من بينهم ثلاثة من قادة المعارضة المعترف بها, وممثلون عن المجتمع المدني, وثمانية وزراء من حكومة النظام السابق.وفي حملة توقيف ومصادرة وصفت بالأكبر منذ سقوط نظام بن علي, ألقت السلطات التونسية القبض علي33 من أقارب الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي بتهم تتعلق بنهب ثروات البلاد.وأوضح التليفزيون التونسي الرسمي أن السلطات لم تدل بمعلومات عن شخصيات المحتجزين أو مدي صلة القرابة التي تجمعهم بالرئيس المخلوع, وكانت السلطات التونسية قد بدأت أمس الأول التحقيق في ثروات بن علي, وكذلك ممتلكات أسرته وأسرة زوجته ليلي الطرابلسي واسعة النفوذ.
وفي الإطار نفسه, أعلن التليفزيون عن سيطرة البنك المركزي علي بنك الزيتونة الذي يملكه صخر الماطري زوج ابنة بن علي. وكان بنك الزيتونة- وهو أول بنك إسلامي في تونس- قد بدأ العمل في العام الماضي وهو ملك للماطري أبرز رجال الأعمال التونسيين برغم أنه ما زال في أوائل الثلاثينيات من عمره.وفي باريس, أكدت شركة سوفيكس الفرنسية أنه تم إيقاف شحنة من الأجهزة والمعدات الخاصة بحفظ النظام يوم الجمعة الماضي- أي قبل سقوط نظام بن علي بوقت قليل- بينما لا تزال هذه المعدات بحوزة رجال الجمارك. وعلي صعيد آخر, أعلن الصحفي المعارض لنظام الرئيس التونسي السابق توفيق بن بريك50 عاما أنه سيترشح لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة في البلاد, والتي ينتظر أن تجري في فترة أقصاها سبعة أشهر.وقال بن بريك في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية أنه أوضح برنامجه الانتخابي في مقال نشرته صحيفة لوموند الفرنسية عشية سقوط بن علي.
وأضاف أنه كان الصحفي التونسي الأول الذي لعب دورا مهما في الإطاحة بالرئيس السابق ومن ثم فهو أحق من غيره في الترشح إلي الانتخابات الرئاسية القادمة.