أمسية إبداعية لفرقة أوبرا الإسكندرية

استقبل السفير المصري طاهر فرحات والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر الرفاعي الحضور وفي مقدمتهم الشيخة فريحه الأحمد الصباح، بالإضافة إلى الوفد المصري ونخبة من ممثلي الصحافة والإعلام وجمهور غفير، واستهلت الأمسية فقرتها مع الأمين العام للمجلس الذي رحب بالحضور وبمصر ضيف شرف هذا المهرجان مشيداً بثقافتها التي تحمل عبقا متفردا -على حد قوله- لافتاً إلى أن الاحتفاء بثقافة مصر في هذه الدورة جاء تقديراً لدورها العروبي ومكانتها الدولية على مختلف الأصعدة، ومن ثم منح الرفاعي درع المهرجان للسفير المصري طاهر فرحات الذي تحدث هو الآخر بكلمات مقتضبة معتذراً بالنيابة عن وزير الثقافة المصرية فاروق حسني الذي كان يتطلع للمشاركة في الحفل لولا ارتباطاته الآنية التي حالت دون حضوره، مهنئاً القائمين على المهرجان بمناسبة انطلاق دورته السابعة عشرة واصفاً إياه بالمنارة التي تشع نور الثقافة الراقية، ليس على مستوى الكويت والخليج فحسب إنما على مستوى الوطن العربي والعالمي.

ومن بعد كلمة سعادة السفير كان الحضور على موعد مع فرقة «أوبرا الإسكندرية» للموسيقى العربية بقيادة المايسترو د. جورج بشرى الذي استطاع بذكائه وحرفيته وبعصاه السحرية أن يتغلغل إلى وجداننا ويحاكي مشاعرنا ويعود بنا إلى زمن الطرب الأصيل والأغنية الحقيقية التي نفتقدها هذه الأيام، فجعل من فرقته النجم الحقيقي لهذا الحفل؛ ومن خلال تنظيمه للعازفين على المسرح والاعتماد على الغناء الجماعي وإعطاء دور مميز للكورال قدم بشرى باقة من الفقرات الغنائية المتنوعة بين الموشح والطقاطيق فكانت البداية مع المقطوعة الموسيقية لأغنية «خطوة حبيب» التي تفردت بها الفرقة لتفتح الباب للكورال الذي شدا بأغنية «ياغريب الدار» ومن ثم قدم المطرب وهب الله أغنيتي «على خده يا ناس» للمطرب محمد العزبي ومن روائع الملحن الراحل داود حسني، وأغنية «كعب الغزال» للمطرب الشعبي محمد رشدي التي لاقت استحسان الحضور، ليسلم الراية من بعده للصوت النسائي الرخيم الناعم هبة إسماعيل التي غنت لنجاة الصغيرة «أنا بستناك» إحدى مكنونات بليغ حمدي وقد قدمتها بأداء عال متنقلة برشاقة بين مقامات الأغنية , أما المطرب حسام كمال فأدى بصوت قوي جميل ووسط تفاعل وانسجام تام من قبل الجمهور أغنية «أسأل مرة عليَّ» لسلطان الطرب محمد عبد المطلب، لتأخذنا من بعده ليليان محمد الفراشة الجميلة في رحلة إلى لبنان عبر أغنية السيدة فيروز «شايف البحر» ثم إلى فيينّا مع أسمهان عبر أغنية «ليالي الأنس» لتضفي بأدائها على الحفل لمسات وروحا خاصة، ومن أجمل الأصوات التي تألقت في هذه الأمسية الصوت الرجالي محمد الخولي الذي أدى أغنية «قولي حاجة» لمعشوق الجماهير عبد الحليم حافظ، أما مسك الختام فكان مع مروة حمدي التي غنت رائعة من أجمل روائع قطبي الغناء في العالم العربي كوكب الشرق أم كلثوم والموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب وهي «أمل حياتي» فطرب بها الحضور وحظيت باستحسانهم وسط تصفيق حاد، لتنتهي بذلك أولى الليالي المصرية في الكويت.