قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي أنه بصدد كتابة مذكراته قريبا من وجهة نظره لكى يقدمها كوثيقة للأجيال القادمة، مشيرا إلى إننا نحتاج فى مصر وعالمنا العربي إلى مؤرخين مخلصين لكتابة تاريخنا ورصد الأحداث الهامة التى عاشتها مصر على التاريخ، موضحا أن تاريخ النضال والحركة السياسية في مصر رسمت فى الاربعنيات وتأكدت فى الخمسينيات وهو الأمر الذى يتطلب رصده وتحليله وتسجيله تاريخيا .
جاء ذلك خلال احتفال دار نهضة مصر بالقاعة الذهبية بقصر محمد على بالمنيل، بإطلاق كتاب السفير عبد الرؤوف الريدي "رحلة العمر .. مصر وأمريكا معارك الحرب والسلام"، بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، والدكتور أحمد درويش وزير الدولة للتنمية الإدارية، ومحافظ القاهرة عبد العظيم وزير، والدكتور زاهي حواس الأمين العام للمجلس الاعلى للآثار، والدكتور مصطفى الفقى رئيس لجنة الشئون العربية والخارجية والأمن القومى بمجلس الشورى، والسفيرة الأمريكية بالقاهرة مارجريت سكوبي، والدكتور فوزي فهمي عضو مجلس الشورى ورئيس اللجنة العليا للمهرجانات، وعددا كبيرا من السفراء والدبلوماسيين المصريين والأجانب ورجال الثقافة والفن والأعلامين ورجال المجتمع.
وقال السفير الريدي إن الدوافع التى جعلته يكتب هذا الكتاب، كان أهمها وجوده ومعاصرته لفترات تاريخية من خلال مواقع معينة شكلت جزء هاما من تاريخ مصر، بدء من العام 1955 عندما التحق بالخارجية وحتى اليوم ما تخلل ذلك من أحداث سياسية فارقة خلال فترات الحرب والسلام التى مرت على مصر .
ووصف كتابه بأنه تسجيل لمشاعره الإنسانية خلال هذه الفترات والأحداث التاريخية التى عاصرها ليكون دليلا مرشدا لشبابنا الدبلوماسيين توضح لهم جزء من الأحداث الصعبه والحساسة التى مرت على مصر، وقال إن هذه المشاعر التى حرصت على تسجيلها بأمانة والأحداث كما رأيتها رغم أنى لست مؤرخا لكنها محاولة لكى يفهم من خلاله المواطنين والاجيال القادمة ما كان يجري خلال هذه الحقبه من التاريخ .
وأوضح أن أهم حقبة تاريخية وذروة عمله الدبلوماسي التى عاصرها من وجهة نظره كانت عقب توجهه للولايات المتحدة التى وصفها بأنها "لاعب رئيسي فى منطقتنا العربيه" بداية منذ عصر الرؤساء الأمريكيين منذ روزفيلت حتي بوش الأب وما تخللها من أحداث من الاعتراف بإسرائيل والعدوان على مصر وهزيمة 67 ونصر أكتوبر المجيد وإتفاقية السلام .
ووصف السفير الريدي أن الغزو العراقي للكويت كان أكبر سبب فى شق الصف العربي، الذى ما زلنا نعاني من تداعياته حتى اليوم، وكانت أيضا أحد أسباب الغزو الأمريكي للعراق، وهو الأمر الذى حاولت نقله بإمانة للتاريخ ولشباب مصر والعرب الذين لهم الحق لمعرفة ما جرى.
وصف الدكتور زاهي حواس الأمين العام للمجلس الاعلى للآثار بأنه مدرسة فى الدبلوماسية والأخلاق الرفيعة والعلاقات الطيبة مع الساسة والعامة، وقليلا ما نجد دبلوماسي وشخصية مثل الريدي لديها كل هذه الصفات والأهم أن الشعب المصري بجميع فئاته يعرفه جيدا ويحترمه ويقده دوره في خدمة الدبلوماسية المصرية .
وأضاف الدكتور زاهي أن صداقته بالسفير الريدي تعود إلى أيام الدراسة بالولايات المتحدة وكان عمره 33 عاما، وتعرف وقتها على السفير الريدي وبنى صداقة قوية .. موضحا أن سياسي فى قامة السفير الريدي كان خير واجهة لمصر فى العلاقات الدولية حيث كان يستغل أى مناسبة داخل المجتمع للترويج لمصر خاصة المعارض الاثرية التى كانت تقام بالولايات المتحدة إبان فترة وجوده هناك .
ودعا الدكتور زاهي حواس السفير الريدي بإستكمال هذا العمل الهام فى كتابة التاريخ من خلال سيرته الذاتية، وعمل جزء ثان من هذا الكتاب يستكمل خلاله محطات هامة من تاريخ مصر ليعرف شبابنا تاريخهم الحقيقى من خلال رموزهم فى كافة المجالات .
من جانبه قال الدكتور مصطفى الفقي إن الاهتمام الذى حظى به كتاب السفير عبد الرؤوف الريدي خلال الاعلان عن حفل توقيعه وإطلاقه فى وسائل الاعلام كاد ان يغطى على أحداث تونس .. موضحا أن السفير الريدي يمكن وصفه بأنه سياسي دبلوماسي حيث أنه يفهم فى السياسة الداخلية مثلما يفهم فى السياسة الخارجية .
ووصف الدكتور الفقى السفير الريدى بأنه صاحب تاريخ مشرف ومعيارا للوطنية فى مصر، إضافة الى علاقاته الكبيرة والمتشعبة عندما كان سفيرا لمصر فى نيويورك برجال الكونجرس الأمر الذى أنعكس على مصرنا الحبيبه فكان دوره واضحا فى إنهاء الدين المصرى الخارجي .