عام‏2010‏ كان عاما مليئا بالأحداث المتلاحقة وغير السعيدة علي الساحة الفلسطينية‏,‏ فلم تعقد من جولات المفاوضات المباشرة بين الطرفين الفلسطيني و الإسرائيلي سوي جولة واحدة تعثرت بعدها هذه المفاوضات.

بسبب إصرار الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نيتانياهو علي عدم الوقف المؤقت لبناء الوحدات الاستيطانية بمستوطنات الضفة الغربية‏، الامر الذي يعني خصم مساحة كل مستوطنة من مساحة الدولة الفلسطينية‏,‏ و لم يكتف نيتانياهو فطالب الفلسطينيين بالاعتراف بيهودية إسرائيل‏,‏ مما يصادر حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلي منازلهم في الأراضي المحتلة‏,‏ وجميع هذه المواقف الإسرائيلية تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن حكومة نيتانياهو لاعلاقة لها بالسلام و أنها لاتريد التفاوض علي القدس‏.‏

و بالنسبة للدور الأمريكي فشلت إدارة الرئيس الامريكي باراك أوباما في حمل نيتانياهو علي الموافقة علي الوقف المؤقت لبناء الوحدات الاستيطانية حيث واصلت الحكومة الاسرائيلية رفض هذا الموضوع رغم المطالبات التي انهالت من معظم دول العالم العربية و الغربية ومن الأمم المتحدة واللجنة الرباعية الدولية‏,‏ إذ أن نيتانياهو يعرف‏-‏ جيدا‏-‏ أن لا شئ يستطيع أن ينال من علاقة واشنطن و تل أبيب‏,‏ هذا ما أكدته التصريحات والبيانات الرسمية التي جاءت من البيت الأبيض والخارجية الأمريكية وحتي علي لسان هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية وهي تتحدث عن أوباما نفسه‏,‏ لذا وصفت صحيفة كريستيانس سيانس مونيتور الأمريكية إخفاق المفاوضات المباشرة بأنه وضع أوباما في صورة الرجل الضعيف‏,‏ وقالت الجارديان إن أوباما استنفد بسبب هذا الإخفاق رأس ماله السياسي ولم يتبق له سوي الفكة و الذي زاد من قوة الحكومة الإسرائيلية الانقسام الفلسطيني فالجولات تعقد والنتيجة ضئيلة جدا‏,‏ فحركتا فتح و حماس لاتزالان مختلفتين‏,‏ لقد كان من أضعف الإيمان أن يتم إنهاء هذا الانقسام وأن يقرر الفلسطينيون جميعهم توحيد كلمتهم أمام إسرائيل وأن يجتمعوا علي رأي واحد‏.‏التحرك الفلسطيني الذي جاء إيجابيا باتجاه محاولة إقناع عدد من الدول للاعتراف بالدولة الفلسطينية علي حدود‏ 1967 وهو ما أسفر عن اعتراف البرازيل والأرجنتين وأوروجواي وبوليفيا بهذة الدولة‏,‏ وأكمل هذا التحرك المطالبة بالتوجه إلي مجلس الأمن للاعتراف بالدولة الفلسطينية والحصول علي إدانة دولية للاستيطان الإسرائيلي‏.‏