رفض الرئيس السوري بشار الأسد الحديث عن أي حل سياسي في الوقت الراهن للأزمة المتواصلة منذ مارس 2011، مقرا بأن قواته التي تعرضت لهزائم متتالية في الأونة الاخيرة "لا تستطيع الانتصار في كافة المعارك".

وقال الأسد، في كلمة بثها التلفزيون الرسمي السوري، إنه يؤيد أي حوار سياسي حتى وإن كان تأثيره محدودا على حل للأزمة، لكنه أكد أن الحديث عن حل سياسي للأزمة "أجوف وعديم المعنى".

ويقاتل إلى جانب قوات النظام ميليشيات عراقية وإيرانية ولبنانية. وأعلنت دمشق قبل أيام عن استمرار الدعم الإيراني للنظام بعد الاتفاق النووي الأخير مع القوى الكبرى. حسب ما جاء في "العرب اللندنية"

وقال الأسد إن الدعم العسكري الإيراني لنظامه اقتصر على الخبراء بينما تقاتل "المقاومة اللبنانية (حزب الله) مع الجيش السوري".

وقال: "لن نستطيع الانتصار في كافة المعارك.. ونتخلى عن مناطق من أجل الحفاظ على مناطق أخرى.. وحددنا أولوياتنا في المعارك بأسباب مختلفة"، وأشار إلى أن الأولوية هي "الحفاظ على حياة الجنود".

وانتقد الأسد "التهرب من الخدمة العسكرية" وأرجع ذلك إلى "الخوف"، ولكنه استدرك بالحديث عن تحسن في معدلات التهرب خلال الشهور الماضية.

وقال إن المرسوم الصادر يوم السبت بالعفو عن المتخلفين عن الخدمة العسكرية كان استجابة لطلبات من مئات المتخلفين الذين أبدوا الرغبة في الالتحاق بالخدمة وفي نفس الوقت أعربوا عن تخوفهم من الإجراءات الحسابية.

ولكنه أكد أن القوات المسلحة السورية "قادرة وهي مرتاحة" على القيام بمهامها، رغم تدخل بعض الدول مباشرة لدعم الجماعات المسلحة.

ويتعرض الجيش السوري -وهو من بين أكبر الجيوش في المنطقة- لإرهاق بالغ نتيجة المعارك التي يخوضها منذ أربع سنوات على عدة جبهات رئيسية ضد إسلاميين متشددين وجهاديين استولوا على مساحات كبيرة من أراضي البلاد.

واضطر الجيش في الشهور القليلة الماضية إلى الانسحاب من أجزاء كبيرة في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا في مواجهة هجوم تحالف ألوية إسلامية ولم يتمكن من الدفاع عن مدينة تدمر الأثرية بوسط البلاد عندما اجتاحها مقاتلو تنظيم داعش.

ويقول بعض الدبلوماسيين إن الجيش يركز الآن على الدفاع عن مناطق استراتيجية مثل دمشق وحمص ومناطق ساحلية لا تزال معاقل للأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد.

ولا تبدو نهاية في الأفق للحرب فبرز النقص في عدد أفراد الجيش السوري في الشهور القليلة الماضية بسبب الاعتماد المتزايد على التجنيد في جماعات موالية بمحافظات تحت سيطرة الدولة إذ يجني المتطوعون ربحا وفيرا.

وقام حزب الله الشيعي اللبناني بدور أبرز في قتال المتشددين السوريين خلال الأسابيع القليلة الماضية في المعركة على القلمون ومدينة الزبداني القريبة التي تقع في منطقة جبلية على الحدود مع لبنان وقرب العاصمة السورية.

ويقدم حزب الله الموالي لإيران دعما حيويا للأسد في الحرب الأهلية المستمرة منذ ما يزيد على أربع سنوات، إضافة إلى وجود ميليشيات عراقية وإيرانية وأفغانية وباكستانية تقاتل إلى جانب الجيش السوري.