علقت صحيفة الـ"ديلى بيست" الأمريكية على الطريقة التى أعدم بها أحد قيادى داعش فى مدينة درنة الليبية، والتى كانت عبارة عن محاكاة لمشهد من مسلسل " لعبة العروش" الهوليودى إذ تظهر فيه البطلة عارية ومقتادة إلى حبل المشنقة وسط صيحات الإهانة، وقالت الصحيفة إن إعدام القيادى بداعش بهذه الطريقة هدفه إهانة التنظيم وإظهار أن مكانه ليس فى هذه المدينة. 

وتابعت الصحيفة بالقول إن جماعة إسلامية تقاتل للسيطرة على ميناء ليبى هام واستراتيجى قبضت على قيادى داعشى واقتادته فى مشهد مهين يشبه قسوة العصور الوسطى، -على حد قول الصحيفة- إلى حبل المشنقة فى رسالة للسكان المحليين، مفادها "إذا اخذتم جانب داعش، هذا مصيركم"، غير أن هذا أظهر أيضا أن التنظيم الذى استطاع تحقيق مكاسب فى سوريا والعراق، ليس له سيطرة كبيرة فى ليبيا، وهى الدولة التى يحاول داعش استخدامها كملاذ له وأرض للتدريب وشن الهجمات على شمال أفريقيا وربما أوروبا. 

ونقلت الصحيفة عن مصدرين رفضا الإفصاح عن هويتهما، أن الفيديو الذى اطلع عليه مسئولون أمريكيون، دعائى يشبه عمليات القتل العلنى التى تقوم بها داعش وأصبحت سمة مميزة للتنظيم. ويعتقد أن القيادى الذى قتل فى منتصف شهر يونيو عراقى ويدعى أبو على الأنبارى، وهو أحد القادة المخضرمين الذين سافروا فى الأشهر الأخيرة من العراق وسوريا لمساعدة داعش، حسبما يقول محللون. 

واعتبرت الصحيفة أن قتل الأنبارى بهذه الطريقة يبعث برسالة قوية لقادة التنظيم. ويقول توماس جوسلين، خبير فى مجال الإرهاب إن الجماعة الإسلامية فى درنة أرادت إظهار قوتها وأنه لا يمكن إيقافها، مشيرا إلى أن هذا يمثل قلقا جديدا للإدارة الأمريكية التى لا تكافح فقط تنظيم داعش فى ليبيا ولكن مجموعة أخرى من المقاتلين الذين أعلن بعضهم عداءه للغرب، فى الوقت الذى تحولت فيه أجزاء من الدولة خاصة فى الشرق إلى معسكرات تدريب تجذب المقاتلين من تونس إلى العراق.

وقالت الصحيفة إن وكالات الاستخبارات الأمريكية تراقب المقاتلين التابعين لداعش فى ليبيا وصلتهم بالتنظيم فى سوريا والعراق، حيث تقصف الطائرات الأمريكية معاقل التنظيم فى الوقت الذى يشن فيه الجنود العراقيون المدعمون من قبل المسلحين الشيعة الإيرانيين حملة على الأرض، ونقلت عن مسئول فى الاستخبارات قوله إن توسع داعش فى ليبيا يثير المخاوف الأمريكية ووجودهم فى ليبيا يفرض تحديا مباشرا على المصالح الغربية والمحلية فى شمال إفريقيا. 

وأشارت إلى أن ليبيا أصبحت محطة للمقاتلين المسافرين من الدول المجاورة مثل الجزائر وتونس إلى العراق وسوريا. وتحاول الولايات المتحدة أن تتوسع فى استخدام الطائرات دون طيار فى ليبيا، ولكن هناك مشكلة على حد قول الصحيفة، متمثلة فى أن المنطقة ليست مستقرة أمام واشنطن وحلفائها لجلب المعدات اللازمة وتأمين السكان لاستخدام تلك الطائرات، لافتة إلى أن الإدارة الأمريكية تواصلت مع حكومة تونس باقتراح بإنشاء قاعدة طائرات بدون طيار على حدودها، حسبما ذكر مسئولون لدايلى بيست ، فى الوقت الذى تدرس فيه التواصل مع الجزائر والمغرب ومصر. 

واعتبرت الصحيفة أن موقع مصر سيكون المثالى لإنشاء مثل هذه القاعدة، مشيرة إلى أنه ليس من السهل أن تطلب الولايات المتحدة من حليفها الذى يتلقى مساعدات سنوية اقتصادية وعسكرية تقدر بـ3 مليارات دولا ر، بالإضافة إلى أن الملف الحقوقى فى البلاد يعد سيئا بعد ثورة 2011، حسبما ذكرت الصحيفة الأمريكية.