التدخين وإطلاق العنان لأبواق السيارات والجدل في المسائل السياسية جزء لا يتجزأ من يوميات العراقيين. إلا أن إحدى قرى جنوب العراق قررت منع هذه العادات وتقديم صورة صحية مشرقة مناقضة.

يقول كاظم حسون: "التدخين مضر جداً لكم"، وهو واقف إلى جانب إشارة حمراء وبيضاء لمنع التدخين عند مدخل قريته "البو ناهض" الواقعة على ضفاف نهر في الأراضي الخصبة لجنوب العراق. ويقود حسون عملية التحول في القرية وقوانيها غير المألوفة، مستكملاً أسساً وضعها والده جبر حسون قبل أعوام.

ويردف: "غير الدين كل شيء في العراق، لذا أحد قوانيننا هو منع التحدث في الدين. الدين يجب أن يكون في قلبك، بينك وبين الله". ويقول فرحان حسين علي، وهو طبيب وأستاذ جامعي، إنه "بعد سقوط النظام (2003)، عاود الجميع التحدث في السياسة".

ويوضح أن والد كاظم "لم يكن يرغب في حصول أي نقاشات سياسية وأقر المنع للحفاظ على السلم في مجتمعنا". إلا أن كاظم طور أفكار والده، ويشرف حالياً على محاولة جعل القرية أشبه بمكان نموذجي يمتنع فيه الناس عما يضرهم. وتشمل قائمة الممنوعات بيع المشروبات الغازية للأطفال واستخدام أبواق السيارات، على الرغم من أن أي عقوبة لا تفرض على المخالفين.

ويؤكد كاظم (46 عاماً) أن مشروعه هو محاولة لجعل القرية صديقة للبيئة تتبع ممارسات صحية، أكثر منها مجتمعاً مغلقاً ذا قوانين غريبة. وانعكست خطوات حسون إيجابياً على سكان القرية، ومنهم مصطفى جبر، الرياضي والمدرب، الذي وجد ضالته عندما بدأ حسون بتنظيم منافسات رياضة بدنية محلية.