تسعى القوى الغربية إلى اقناع الطائفة العلوية بأن فكرة الانقلاب على الرئيس بشار الأسد باتت تصب في مصلحتهم.

ويقول مراقبون إن الغرب يسعى إلى تحويل مؤيدي الأسد إلى مكون مقبول لدى المعارضة وإدماجهم ضمن مرحلة انتقالية لا يكون الأسد طرفا فيها. بحسب "العرب" اللندنية.

وتعتقد الولايات المتحدة وروسيا أن الوقت بات متاحا أكثر من أيّ وقت مضى للإطاحة بالأسد وإجراء مفاوضات عاجلة من أجل التوصل إلى حكومة شراكة مستقبلية.

وتتقدم المعارضة المسلحة على مختلف الجبهات من الشمال إلى الجنوب باتجاه المناطق الاستراتيجية الأخيرة التي تتحصن بها قوات النظام السوري.

فوصول الثوار إلى أبواب الساحل السوري مسقط رأس الرئيس بشار الأسد بالتوازي مع السيطرة المطلقة على جنوب سوريا والزحف بشكل سريع نحو العاصمة دمشق، سيخلق ضغطا كبيرا على مؤيدي النظام الذين يشاهدون أن المعركة أصبحت في مدنهم وقراهم مما سيدفعهم للهروب نحو الساحل السوري آخر معاقل المؤيدين للنظام.

والوصول إلى هذه المرحلة لا يعني انتهاء الحرب، فمقاتلو المعارضة لن يتوقفوا عند ذلك الحد بل سيستمرون في المعركة طالما بقي الأسد في المشهد السياسي.

وبالنسبة إلى روسيا، كلما ضعف الأسد، شعرت أكثر أن تأثيرها يتقلص في سوريا.

ويقول مراقبون إن موسكو بدأت تدرك أن بإمكانها التضحية بالأسد لتستخدمه من أجل مقايضة الغرب على مصالح لها في ملفات أخرى، وعلى رأسها أوكرانيا.

ولذلك يدرك الروس أن لعب أيّ دور في تحقيق اتفاقية سلام في سوريا لبدء المرحلة الانتقالية سيكون الضامن الوحيد لمصالحهم.

وقالت مصادر مطلعة إن موسكو عرضت مؤخرا على الدول الغربية استعدادها لمباركة انقلاب من داخل الطائفة العلوية على الأسد، ودعم شخصيات من ضمن الطائفة للقيام بهذه المهمة للتمهيد لبدء مرحلة جديدة.

وقال معارض سوري لـ"العرب" إن الدول الغربية وروسيا تشعر أن المعارضة المسلحة في سوريا تتقدم على الأرض بطريقة أكبر من توقعاتها.

وأضاف "هذا ما يجعل الدول الغربية وروسيا في مركب واحد إذ يفكران في تسريع انقلاب العلويين على الأسد، فالتخلص من الأسد في الماضي كان في مصلحة المعارضة فقط بينما اليوم التخلص من الأسد هو من مصلحة العلويين قبل المعارضة."