كشف عدد من أهالي محافظة نينوى وعاصمتها الموصل عن استعدادات يقوم بها تنظيم "داعش" للاحتفال بما اطلق عليه "يوم الفتح" ومرور عام كامل على فرض سيطرته على مدينة الموصل فيما أكدوا أن التنظيم ابلغ الأسر بالاستعداد لذلك يوم العاشر من يونيو الحالي الذي سيصادف الاربعاء المقبل بحسب ما نقلت عنهم وكالة "ألمدى بريس".

وقال المواطن أحمد جرجيس، إن تنظيم داعش بدأ بالتحضير للأحتفالات بذكرى مرور عام كامل على سيطرته على مدينة الموصل التي ستصادف الاربعاء، مبينا أنه "قام باستغلال آليات الدوائر الحكومية لغسل وتنظيف الشوارع والجزرات الوسطية وصبغ الأرصفة".

وأضاف جرجيس أن التنظيم بدأ بتعليق نشرات الزينة في المناطق العامة وأبلغ عناصره السكان بالاستعداد للاحتفالات التي ستقام يوم العاشر من حزيران بمناسبة مرور عام على ما أسموه بـ "يوم الفتح ".

من جهته قال المواطن مصطفى لؤي في ان هناك انتشارا عسكريا كبيرا من قبل عناصر "داعش" في الشوارع من خلال إقامة نقاط التفتيش وتدقيق العجلات والأشخاص.. لافتا إلى أن "عناصر الحسبة شددوا من إجراءاتهم في متابعة مدى التزام السكان بتطبيق تعليمات التنظيم، وخصوصا ارتداء الخمار للنساء وإطلاق اللحى للرجال".

وأشار لؤي إلى أن "هناك اهتمام كبير ومتابعة من قبل عناصر التنظيم والمؤسسات المرتبطة به من إظهار معالم الاحتفالات حيث تم تعليق شرائط من الإنارة الكهربائية الحديثة الملونة بشكل متسلسل على أعمدة الإنارة في الشوارع ونصب أشجار الزينة الصناعية التي تعمل بالكهرباء بمصابيح إنارة ملونة".

وكان تنظيم "داعش" المتطرف قد سيطر في يونيوعام 2014 على نحو ثلث مساحة العراق معلنا اقامة دولة الخلافة في مناطق سيطرته في العراق وسوريا المجاورة ومرتكبا فظائع شملت قطع رؤوس واعدامات جماعية وسبي نساء.

ورغم استعادة القوات العراقية بعض المناطق الا أن التنظيم لا يزال يسيطر على مساحات واسعة من البلاد وتمكن من الاستحواذ على مناطق أضافية رغم المعارك المتواصلة منذ عام ونحو اربعة آلاف غارة نفذها تحالف دولي بقيادة واشنطن خلال الاشهر العشرة الاخيرة.

فقد سيطر التنظيم في العاشر من يونيوعام 2014 على مدينة الموصل ثاني كبرى مدن البلاد بعد اقل من 24 ساعة على بدئه هجوما شارك فيه حوالي 300 مقاتل لداعش فقط ، وواصل التنظيم في حينه بدعم من فصائل مسلحة موالية التقدم جنوبا ما أثار مخاوف من قدرته على الوصول إلى بغداد.

وانهارت امام تقدم التنظيم العديد من قطعات الجيش وترك الضباط والجنود مواقعهم واسلحتهم الثقيلة صيدا سهلا للتنظيم الذي استحوذ على آلاف العربات المدرعة والبنادق والتجهيزات ما كشف مستوى العجز والفساد الذي تعاني منه القوات الامنية رغم استثمار مليارات الدولار فيها.

وساهم احتلال "داعش" لمناطق شاسعة من العراق في تغييرات جغرافية وسكانية للعديد من المناطق خلال العام المنصرم.. ففي شمال البلاد ملأت قوات البشمركة الكردية الفراغ الذي تركته القوات العراقية المنسحبة ولا سيما في مناطق متنازع عليها بين بغداد واربيل وابرزها مدينة كركوك الشمالية الغنية بالنفط شمال بغداد.. ومحاولات اخرى شهدتها مناطق وسطى وغربية لفرض سيطرة التشكيلات الشيعية ضمن قوات الحشد الشعبي وتهجير بعض سكانها بدوافع طائفية.