كشفت صحيفتا هاآرتس، ويديعوت أحرانوت، الإسرائيليتان صباح اليوم الجمعة، على مواقعهما الإلكترونية وإصدارتها المطبوعة أن الجيش الإسرائيلى يسوده حالة ذعر وقلق حاد من التطور الذى حدث مؤخرا فى مستوى الرماية ضد الدبابات الإسرائيلية من جانب فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" فى قطاع غزة، مضيفة أن الجيش الإسرائيلى يخشى وصول أنواع مختلفة جديدة من الصواريخ المضادة للدروع إلى هذه المنظمات.

وأضافت الصحف العبرية الصادرة اليوم الجمعة على صدر صفحاتها الأولى والثالثة أن الدبابة الإسرائيلية من طراز "مير كافا 3" كانت قد أصيبت فى مطلع الأسبوع الماضى بصاروخ مضاد للدروع بالقرب من السياج الأمنى على حدود قطاع غزة، مما ألحق بالدبابة ضررا ماديا غير عادى، حيث لوحظ تحسن فى القدرة الصاروخية المضادة للدبابات لدى التنظيمات الفلسطينية نتيجة تهريب وسائل قتالية أكثر ذكاء وتقدما إلى داخل القطاع عبر الأنفاق من سيناء، على حد زعم الصحف.

وأوضحت مصادر عسكرية واستخباراتية إسرائيلية للصحف العبرية أن حركة "حماس" وإلى جانبها الفصائل الفلسطينية الأصغر حجما تبذل جهودا لرفع مستوى الصواريخ المضادة للدروع التى بحوزتها فى محاولة لتقليد حزب الله فى هذا المجال وذلك على أساس الافتراض بأنه فى حالة اندلاع معركة حربية جديدة فسيكون باستطاعة هذه الفصائل إعاقة تقدم الجيش الإسرائيلى بصورة أكثر فعالية.

وأشارت هاآرتس إلى أنه خلال عملية "الرصاص المصبوب" الأخيرة على قطاع غزة قبل عامين واجهت حماس صعوبة فى التصدى لتقدم القوات المدرعة الإسرائيلية إلى داخل القطاع مما جعل حماس تركز على مهمة العمل على تحسين القدرة الصاروخية المضادة للدروع.

ونسبت صحيفة يديعوت أحرانوت إلى المصادر العسكرية قولها إن هذه الحقيقة تتطلب إدخال تغييرات فى أسلوب عمل الآليات المدرعة التى يستخدمها الجيش الإسرائيلى.

وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل قامت بتطوير منظومتين ذكيتين للدفاع الفعّال لحماية الآليات المدرعة التى يستخدمها الجيش بوجه الصواريخ المضادة للدروع، الأولى من صنع سلطة تطوير الوسائل القتالية الإسرائيلية "رفائيل" وأطلق عليها اسم منظومة "معطف الريح" Trophy والأخرى من إنتاج الصناعات العسكرية وأطلق عليها اسم "القبضة الحديدية Iron Fist.

وقالت يديعوت إن الجيش الإسرائيلى كان قد بدأ خلال الأشهر الأخيرة بالتزود بمنظومة "معطف الريح" غير أن الجيش يتخبط الآن فى مسألة مواصلة التزود بهذه المنظومة أو البدء باستخدام منظومة "القبضة الحديدية"، حيث إن الاعتقاد السائد لدى الدوائر الأمنية المختصة هو أنه سيتعين على الشركتين الإسرائيليتين توحيد القوة وتطوير منظومة جديدة يتم فيها دمج مزايا المنظومتين الحاليتين.

وأشارت صحيفة هاآرتس إلى أن منظومة الدفاع الفعال تتألف من جهاز رادار لكشف الصواريخ المضادة للدروع التى تطلق صوب الآلية المدرعة وهوائيات صفائحية مركبة على جوانب الآلية، ويعمل الرادار بزاوية قدرها 360 درجة، وعند اقتراب الصاروخ المعادى يلتقط الرادار بصمته وينقلها إلى كمبيوتر داخلى، وهذا الأخير يحسب الإشارات الآتية من الصاروخ المهاجم فيحدد زاوية الاقتراب والمسافة والارتفاع والوقت الأمثل لإطلاق شحنة ناسفة مضادة لتفجير الصاروخ المعادى ثم يعطى أمرا آليا بإطلاق هذه الشحنة الفعالة.