"مش كل الموجود حاضر ولا كل اللى بيتنفس حى"، هكذا قال محمد الدرة، مخرج مسرحية "آخر حكايات الدنيا" والتى تعرض فى قاعة صلاح عبد الصبور بمسرح الطليعة.

فالعرض الذى يستمر لمدة 50 دقيقة، يحاول كشف سيطرة جد وتسلطه على حفيد ضعيف أجبره على العيش طفلا طيلة حياته بالإكراه.

تدور القصة حول الجد الذى يحكى لحفيده حكايات تاريخية وأسطورية وسط غضب الأخير واستيائه، وحينما يرغب الحفيد فى قلب الآية، يحكى هو الحكايات لجده لكنه يفشل فشلا ذريعا ويدرك أنه لا حيلة له إلا بوجود الجد معه.

يبدو العرض بسيطا، إلا أنه يتجاوز خطوات عديدة أبعد مما يلقى عليه الضوء بإشارات وتلميحات ذكية، يمس الثالوث "الجنس، السياسة، الدين" فى قالب من السخرية المختلطة بالكوميديا.

وصلت المسرحية لذروة الأحداث فى اللحظة التى يكتشف فيها الحفيد موت الجد، فيفرح فرحا كبيرا ويهتف "جدو مات" فى تعبير عن فرحته بزوال السلطة، لكنه سرعان ما يصطدم بالواقع ويدرك أنه أصبح وحيدا لا أحد يحكى له، فيحاول هو ولكنه يفشل، وهو إسقاط مباشر على فخ من المنتظر أن نسقط فيه حال غياب السلطة.

 

المسرحية بطولة أحمد الحلوانى فى شخصية "الجد" وكريم الحسينى فى شخصية "الحفيد" والفنانة الشابة إيمان لطفى.

وقال المخرج والمؤلف محمد الدرة، إن المسرحية ما هى إلا تعبير عن موقفنا السلبى كشعب متفرج وموقف السلطة التى لا تريد أن تسمع لأحد أو تناقش أحدا، حيث تظل الفجوة بينهما.