في زيارة سريعة تستغرق يوما واحدا, يبحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن اليوم بالقاهرة الجهود والاتصالات التي تقوم بها مصر مع الأطراف المعنية والدولية لدفع عملية السلام, ومستقبل المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية.
ويلتقي أبو مازن خلال زيارته مع عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية لبحث آخر التطورات علي صعيد المفاوضات والموقف العربي بهذا الصدد في ظل مستجدات الموقف الأمريكي من عملية السلام, وتراجعها رسميا عن إقناع إسرائيل بتجميد الاستيطان.
وأكد عمرو موسي في تصريحات لـ الأهرام أن هذا الموقف الأمريكي سينقل الوضع الراهن نقلة نوعية في غاية الخطورة.وكشف عن أنه أجري اتصالا هاتفيا مع أبو مازن استمر حتي ساعة مبكرة من فجر أمس الأول لبحث الخطوات المقبلة في ظل الموقف الأمريكي الجديد.وأعلن أن لجنة مبادرة السلام العربية ستعقد اجتماعا عاجلا خلال أيام قليلة لبحث هذا الموقف, مشيرا إلي أن هذا الاجتماع سيركز علي البدائل المطروحة أمام السلطة الفلسطينية, لأن القبول بالموقف الأمريكي يعني القبول بالموقف الإسرائيلي بنسبة مائة في المائة. وعلم مندوب الشئون العربية بـ الأهرام من مصادر دبلوماسية رفيعة المستوي أن هناك اتجاها لعقد اجتماع طارئ وعاجل علي مستوي وزراء الخارجية لبحث التحرك الفلسطيني والعربي إزاء التطورات الأخيرة.
وعلي الصعيد نفسه كشف الدكتور بركات الفرا سفير فلسطين في القاهرة ومندوبها الدائم لدي جامعة الدول العربية لـ الأهرام أن أبو مازن جاء إلي القاهرة قادما من العاصمة اليونانية أثينا, وسيتوجه بعد زيارته لمصر إلي العاصمة الأردنية عمان لبحث الخطوات التي ستتخذها القيادة الفلسطينية بشأن استئناف المفاوضات.
وأضاف أنه سيرافق الرئيس محمود عباس وفد يضم ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية, والدكتور صائب عريقات رئيس دائرة شئون المفاوضات بالمنظمة, ونبيل أبو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية.
وكانت الإدارة الأمريكية قد أبلغت رسميا السلطة الفلسطينية أن رئيس الوزراء الإسرائيليي بنيامين نيتانياهو رفض استئناف تجميد الاستيطان.
وأعلن مسئول كبير في البيت الابيض مساء أمس الأول أن الإدارة الأمريكية تخلت عن سعيها لإقناع إسرائيل بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة, كاشفا عن أن هذا الأمر سيناقش الأسبوع المقبل في مقر وزارة الخارجية الأمريكية بواشنطن في حضور مفاوضين إسرائيليين وفلسطينيين.
وأعلن نبيل أبو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية أن الرئيس عباس أبلغ الجانب الأمريكي أننا سنقوم بدراسة الرد الرسمي مع القيادة الفلسطينية والأشقاء العرب لإعطاء الموقف الفلسطيني النهائي علي الرسالة الأمريكية الرسمية.وبدورها قالت مصادر إسرائيلية مسئولة إن واشنطن ستعارض أي محاولة من جانب الطرف الفلسطيني للالتفاف حول مسار المفاوضات المباشرة. وأضافت أن طلب إسرائيل تزويدها بعدد آخر من المقاتلات المتطورة من طراز إف 35 لايزال مطروحا علي بساط البحث.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصدر سياسي في القدس أن الولايات المتحدة ستنتهج مسلكا جديدا لمواصلة العملية السياسية بدلا من فكرة تجميد أعمال البناء في الاستيطان لمدة ثلاثة أشهر. وأضاف أن الإدارة الأمريكية تنشد إيجاد مسلك يؤدي الي عام كامل من المفاوضات بغية التوصل إلي اتفاق.
ومن جانبه, أبدي الدكتور صائب عريقات رئيس دائرة شئون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية دهشته من القرار الذي اتخذته الإدارة الأمريكية, داعيا الولايات المتحدة إلي الاعتراف بدولة فلسطينية علي حدود عام1967, ومحملا في الوقت نفسه الحكومة الإسرائيلية مسئولية انهيار علمية السلام ووقف المفاوضات المتوقفة منذ سبتمبر الماضي.
وبدوره, اعتبر الدكتور نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مفوض العلاقات الدولية أن التصريحات الأخيرة بتخلي الإدارة الأمريكية عن الجهود الرامية إلي إقناع إسرائيل بتجميد بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة هي بمثابة فشل أمريكي.
وميدانيا, هدمت سلطات الاحتلال اليوم مدرسة و12منزلا في خربة طانا شرقي محافظة نابلس.
وقال غسان دغلس مسئول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية إن جرافات الاحتلال توجهت إلي الخربة فجر أمس وأقدمت علي هدم اثني عشر مسكنا من منازل الصفيح ومدرسة مكونة من ثلاثة فصول.ونفذت طائرات الاحتلال الإسرائيلي بعد منتصف الليل غارتين علي هدفين منفصلين في مدينتي رفح وخان يونس جنوب قطاع غزة, مما أدي إلي إصابةي شاب فلسطيني بجراح, كما اعتقلت قوات الاحتلال سبعة فلسطينيين في أنحاء الضفة الغربية.