في هذه المنطقة النائية تقطن " مريم" في بيت  جدتها .تستشعرمعها الدفئ .تستيقظ في الصباح تتجه إلى معهد الموسيقى تعمل معيدة هُناك. لم يبقَ على تحضير الدكتوراه إلا قليلاً .
حياتها كئيبة لاجديد كُل ماتطلبه مُجاب . في النهاية يُمكن الإعتمادعليها . تقَدم لخُطبتها الكثير طمعاً في منصبها وملامح وجهها الشرقية. تعلم أن الرجال كاذبون . تحاول اقناع نفسها أنه يُمكن الوقوع في حب احدهم . وأن هناك من بين آلاف الرجال رجل واحد مخلص فقط .أمنيتها أن تجده . كأن العالم في انتظاره لتحقق مدينتها الأفلاطونية الفاضلة .
في يوم كعادتها تجلس داخل غُرفتها . وضعت الحاسوب وافترشت المراجع في كل جانب.اختارت أن تكون رسالتها عن "كيف تستخدم الموسيقى في شفاء المرضى". لاتعلم ما السر وراء هذه الفكرة .ربما لأن الألم يطاردها تعرف مصدره. ولم تستطع التغلب عليه .حاولت أن تنهمك مرات عديدة فيما تفعله .إرادتها في الحياة قوية .
سمعت صوت انذار بأن رسالة على الحاسوب تنتظرها . فتحت وراحت تقرأ :
_مساء الخير.يمكنني التحدث معك . أسمي آسر. اعمل مرشداًسياحياً بشرم الشيخ .
نظرت إلى الرسالة . تفحصت صوره لم يجذبها شخصياً .جذبها سعادة على وجهه تفتقدها.
وضعت اصابعها البيضاء على الحاسوب وكتبت :
_نعم يمكنك التحدث.
قال لها أنه سعيد بمعرفتها . حكى لها عن مامربه من مغامرات وكيف كانت حياته مع الأجنبيات وأن التصوير هوايته المفضلة. اندهش من صمتها المتكرر. وراح يستكمل حديثه أمام الكاميرا التي تجمعهم سوياً . صرح لها بإعجابه . وأن هذا الجمال لم يصادفه . ابتسمت . طلب منها أن تتحدث عن نفسها . بالفعل تحدثت حتى عن حياتها الخاصة بعد مكالمات عديدة  كانت بينهما.شعر بالحب تجاهها .

طلب منها أن يأتي إلى المعهد ثم يجلسان في مكان هادئ .وافقت. عرض عليها الزواج بشرط أن تكشف على عذريتها . نظرت إليه بغضب :
_كيف تطلب مني ذلك ؟
_ لا تغضبِ هذا حقي .
نظرت إلى بعيد . إلى حياتهما بعد عشرين عاماً . تخيلت أن طلاقهاسيكون أمر لابد منه. وافقت بعدمناقشات طويلة . ومصارحات بحياة ألم مر بها مع فتاة خدعته ببكريتها.
ذهبت إلى هناك اثبتت عذريتها .  سقطت على الأرض . حملوها. وضعوا لها المحاليل . استفسر عن ماحدث لها . اكتشف أنها مريضةبسرطان الثدي ولن تشفى إلابإستئصاله . مازالت نائمة . سحب يده من يدها بعد أن قبلها ورحل .
استيقطت بحثت عنه لم تجده . هاتفه ايضاً مغلق .سألت عنه الطبيب قال لها :
_أنتي بحاجة لراحة . يمكنك الآن الخروج ولكن انتظرك غداً لنبدأ العملية .
 اندهشت
_أى عملية؟
_ أنتي مصابة بسرطان الثدى .
وضعت يدها على وجهها . تذكرت الألم . توقفت حياتها . أصبحت تجلس داخل غرفتها المظلمة . والحاسوب أمامها لم تجده . ترك لها رسالة :
" حبيبتي قلت لكِ أن تكشفي على عذريتك ونجحتي . ففرحت . ثم عُدت مصدوماً من جديد .اعذريني لن اتحمل مرضك . أنا اريد أن استمتع بحياتي " .
اغلقت الحاسوب .وبكت. حاولت جدتها استرجاعها .كانت حكيمة كثيراً. قالت لها هذه ارادة الله . راحت تقرأ كثيراًعن هذا المرض وكيف الشفاء منه . فتحت مركزاً  لعلاج سرطان الثدى وغرفة بداخلها لسماع الموسيقى حتى نجحت في قتل المرض.