السعادة تكمُن في التفاصيل ولأنني اهتم بتفاصيل حياتي وقعت في حُب شاب  ، تعرفت عليه داخل الحرم الجامعي، لبق  ، مهذب  ، أنيق ، تمت خطبتنا سريعاً لا ادري لماذا!
 
ربما صفاته النادرة ،حددنا موعداً للزواج ِ، كان اليوم المرتقب ، اعترف إنني كنت في غاية السعادة ،تقف صديقاتي بجانبي ، يزينونني ، واحدة تضع لي أحمر الشفاة ،وأخرى تنتظرني لأرتدي الحذاء ، كلهن كانوا سعداء من أجلي ، بدأت الاغاني تشعل الحفل ،كنا انتقيناها أنا وهو سوياً ،اقف متألقة كأجمل عروس ، لا استطيع أن اصف ذاتي ، هكذا هن يقولون " أنتي جميلة " جلست وبجانبي زوجي تتشابك ايدينا بإيدي بعضنا البعض ، همس بأذني :
_أحبك .
خجلت وطبطبت على كف يده الناعمة ذات رائحة ذكية .
ثم فجأة شعرت بألام تعتصرني  صرخت ثم سقطت على الأرض ، توقفت الاغاني وحل محلها الصراخ ، انتقلت للمشفى سريعاً ، وزوجي بجانبي ، قبل يدي ، وقال لي :
_ستكملين حياتك على كرسي متحرك .
وراح يبكي بكاءاً داخلياً بان على ملامح وجهه ..
اندهشت واصابتني صدمة كبيرة ، لماذا !؟
هل أخطأت في حق احدٍ لذلك يعاقبني الله !
دخل الطبيب ربت على كتفي وقال :
_حمدالله على سلامتك .
_ ماذا حدث !؟
_هذا مرض العنقوديات الذهبية واجرينا لكي عملية جراحية ، هذا قدرك .
بكيت "ياإلهي" ثم استكمل حديثه وأنا اتوجع بل اموت من الألم
_هذا المرض يأتي نتيجة عدوى ما ،هل استعملتي اشياء تخص احد ربما فرشاة ، أو احدى الفوط الخاصة بتنظيف الوجه.
_لا . نعم تذكرت صديقتي كانت تضع بفرشاتها بعض المكياج .
_ اذن هنا العدوى بدأت تنتشر ، قدر الله ماشاء فعل .
قام زوجي ثم ربت على كتفي وحملني على الكرسي المتحرك باكياً وقال :
_ لا تحزني أنتي شمسي التي تشرق من جديد . لا تقلقي سأصنع لكِ كل ماتريدين ، سأنظف المنزل ، سأشتري الخضروات واقطعها إرباً إرباً ، سأخفي المساحيق من منزلنا ، سأساعدك في كل شئ ، لا تقلقي سأمنحك الحب والسعادة ، سأعوضك عن كل مارأيتيه من عذاب ، لا تقلقي سأمنحك حرية جسدك المسلوبة ، لا تقلقي فأنا "أحبك " .