أمين الصيرفي ،أديب وفنان تشكيلي، تخرج من كلية التجارة جامعة القاهرة عام 1986 ، تقدم بدراسات حرة في مجال الرسم والتصوير ودراسات في النقد في المعهد العالي للنقد الفني ، وهو رئيس جماعة الفن والمجتمع للفنانين الشباب ، وعضو الأتحاد المصري للكتاب ، وعضو الجمعية المصرية لنقاد الفن التشكيلي ، قام بتأليف العديد من القصص القصيرة منها "ثقب في جدران الذاكرة " ، و "امرأة زرقاء" و" جيل الزهرة " ، كما قام بتأليف فيلم تسجيلي عن الاوبرا المصرية وتاريخها ، كما قدم لفن الجرافيك العديد من الإسهامات منها تصميم الأغلفة للكتب والمجلات المطبوعة ، إلى جانب هذا قدم مؤلفات في المسرح منها مسرحية " المصندقين " والتي فازت في مهرجان ساقية الصاوي ، وقد اقام " الصيرفي " مؤخراً معرضه التشكيلي ، وللتعرف أكثر بالمجالات الأخرى التقى به مصريون في الكويت :_
* أقمت مؤخراً معرضاً وحضره العديد من المثقفين إلى جانبهم "فارس أحمد" مدير عام المتاحف القومية ، فهل لك أن تحدثني عن المعرض بشكل عام ؟
هذا هو المعرض الثلاثين في سلسلة المعارض التي قدمتها ، وفضلت أن يكون المعرض جامع مابين القديم والجديد ، فهذه الأعمال منذ عشرين عاماً لكن نصف اعمال المعرض انتاجها من العام 2014 _ 2015 ، وعبرت المجموعة الجديدة عن خلاصة التجربة في استخدام اللون ، فأستخدمت العنصر التجريدي و التعبيري و الرمزي بشكل مبتكر ، خاصة أن هذه هى طريقتي في العمل ، والتي تعتبر من اقدم الطرق التي اقدمها بطريقة مختلفة .
* هناك فنانون يختارون اسماً لمعرضهم فما هو الأسم الذي يندرج تحته معرضك ؟
المعرض تحت عنوان " 50 حلم " والذي يعني كشف حساب عن مجمل الأعمال التي قدمتها في الفن التشكيلي ، و المعرض يتحدث عن فكرة المرأة و هى " الرمز" في اللوحة ،فالمرأة عندي رمز "الحياة ".
*ماالمدة الزمنية التي استغرقتها لتقدم هذا المعرض ؟
المعرض مكون من ثمانية وثلاثين لوحة هناك لوحات انتهيت منها في يوم واحد ولوحات أخرى في ثماني سنوات ،فاللوحة لا استطيع ان احكمها لأنني عند الرسم اكون في حالة ذهنية مختلفة ، فهناك لوحات قديمة قمت بتجديدها عن طريق إضافة الوان أو خامة مختلفة واقوم بإعادة صياغة التجربة من خلال حالة معينة ، لأن الرسم يأتي عن طريق احساس مختلف يقدمه الفنان التشكيلي .
*ماالفرق بين هذا المعرض وبين المعارض التي قدمتها من قبل ؟
الفرق أن هذا هو المعرض الثلاثين ولكن في كل عام يتم اختيار مجموعة من اللوحات التي تعبر عن وجهة نظر فمثلاً قدمت معرض تحت عنوان " المهرج " عام 1992 ومعرض تشكيلي آخر عن الموسيقى والرقص .
ففي عام 1918 وحتى الآن الفنان المصري يحاول أن يرى المنفذ أو الأسلوب الذي لابد أن يقدمه على أسس حقيقية ، ففي البداية كان يقدم الفنان "التراث أو الريف" ويحاول التجديد في رؤيته أما الآن اختلف الأمر فالفنان يريد أن يتجرد من النظريات خاصة أن الفنانين الكبار مازالوا يشتغلون من التراث .
*مارأيك في الفن التشكيلي في مصر؟
الفن التشكيلي في مصر" ردئ" خاصة اننا لدينا فنانين تشكيليين "جيدين " لكن لا يوجد من يرعى هذا الفن من الدولة فلا يوجد فنانين حتى الآن عالميين .
*لكن أين دورقطاع الفنون التشكيلية ؟
قطاع الفنون التشكيلية يقوم بدوره البسيط ولكن ليس هو الجهة المنوط بها ، فلابد أن تقام معارض بالخارج مع توفير عدد من النقاد للكتابة عن الفن التشكيلي.
*ما رأيك في المشكلات التي تواجه الفنان التشكيلي ؟
الفن التشكيلي المصري لديه مشكلة ، فالمتلقي يريد أن يفهم لوحات الفنان لكن الفنان التشكيلي يرسم مايشاء طبقاً لوجهة نظره مما يؤدي إلى ظهور علاقة عكسية بين الفنان والمتلقي ، فكيف يرضى الفنان المتلقي وهو بحاجة إلى حريته الفنية .
في الفترة من عام 1918 وحتى الآن الفنان المصري يحاول أن يرى المنفذ أو الأسلوب الذي لابد أن يقدمه على أسس حقيقية ، ففي البداية كان يعبر الفنان في لوحاته عن "التراث أو الريف" ويحاول التجديد في رؤيته أما حالياً اختلف الأمر فالفنان الموجود على الساحة التشكيلية يريد أن يتجرد من النظريات في ظل اشتغال الفنانين الكبار من التراث .
*من وجهة نظرك كيف يتم النهوض بهذا الفن ؟
الفن لا يحتاج ترجمة ، فنحن نقوم بعمل معارض بالخارج لكن على حساب الفنان الخاص فلاتوجد جهة تمول هذه المعارض.
*حدثني عن تصميم الأغلفة وكيف بدأت فيها ؟
من كثرة حبي للجرافيك كنت اقوم بتصميمه في كنداومصرفقدمت خليط من هذا الفن ، وقمت بعرضه في الخارج ،عندما عرض على أن اكون مستشاراً لدار نشر "شمس" كنت مستمتع جداً وقمت بتصميم أغلفة 40 كتاب .
*تمتلك ثلاث مجموعات قصصية هى ثقب في جدار الذاكرة وامرأة زرقاء وجبل الزهرة فما علاقة الأدب بالفن التشكيلي ؟
هذه العلاقة بين الفنين هى فكرة كتابة قصص قصيرة ممزوجة برسومات تشكيلية ، حيث اطلق د.نبيل راغب على هذه المجموعات "الأدب التشكيلي" ، أما عن باقي المجموعات فهى في علم النفس أى " سيكولوجية الإبداع " .
*قدمت تجارب عديدة في المسرح منها مسرحية "المصندقين" فهل لك أن تحدثني عن هذه التجارب ؟
قدمت مسرحيتان شاركت بالأولى في مهرجان مسرح ساقية الصاوي ، كذلك قدمت سينوغرافيا " ازياء وديكور " مع دولة قطر ، وعملت مع دولة " بيلاروسيا" حيث قدمت عرض مسرحي تحت عناون " سر شهرزاد " وهو عرض راقص .
*بكونك كاتب ومؤلف وفنان تشكيلي ماهى العلاقة التي جمعت بين هذه الفنون المختلفة ؟
المنهج واحد ، فالرسام والكاتب اذا امتلك علم الجمال يستطيع من خلاله أن يكتب ويرسم ، وبذلك لا استطيع الفصل بين الكتابة والرسم .
*ماذا عن تجربتك في كتابة فيلماً تسجيلياً عن الأوبرا ؟
أنا امتلك تاريخ الاوبرا فكتبت فيلما تسجيليا عنها وحقق نجاحاً كبيراً ،وللعلم الاوبرا تستخدمه في نسختيه العربية والإنجليزية ، وأنا مدير الصالون الثقافي بالاوبرا والذي يشمل المزيكا والشعر والسينما والأدب .
*ماهو الجديد لديك خلال الفترة المقبلة ؟
هناك خمس لوحات مرسومة بالأبيض والأسود على ورق ملون وذات احساس مختلف ، حيث إنني بدأت بإستخدام الخداع البصري من خلال التجسيم والتسطيح ، فهناك مقولة لبيكاسو تقول أن " الفن ليس خداع للبصر بل خداع للتفكير " واحب اسلوب الخداع كثيراً وهذا المعرض سيكون خلال العام القادم .