استمرارا لمسلسل العنف المتصاعد في العراق منذ أسبوع, تعرضت المنطقة الخضراء شديدة التحصين وسط بغداد للقصف بثلاثة صواريخ كاتيوشا استهدف احدها مبني السفارة الأمريكية.
بينما شهدت ثلاث مناطق بأنحاء مختلفة من العراق انفجارات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة استهدفت إحداها منازل مسئولين في الاتحاد الوطني الكردستاني في كركوك شمال العراق, مما أدي لإصابة25 شخصا بجروح.
يأتي هذا في الوقت الذي أكد فيه التحالف الكردستاني تمسكه بمنصب رئاسة الجمهورية, وذلك ردا علي ما تردد من تسليم الإدارة الأمريكية رسالة للتحالف مفادها ضرورة تنحي مرشحهم جلال الطالباني عن المطالبة بمنصب رئيس الجمهورية.
وفيما يتعلق بالتدهور الأمني, قال مصدر عراقي إن المنطقة الخضراء تعرضت للقصف بصواريخ الكاتيوشا وأن صاروخا استهدف مبني السفارة الأمريكية, وسقط الثاني علي مبني هيئة النزاهة داخل المنطقة الخضراء وسط بغداد, مما أسفر عن سقوط خسائر مادية.
وأضاف المصدر أن صفارات الإنذار سمعت تنبعث من المنطقة الخضراء, فيما حلقت الطائرات المروحية الأمريكية والعراقية فوق المنطقة وفي سماء العاصمة, وأضاف المصدر أن أحد الصواريخ أخطأ هدفه وسقط في شارع أبي نواس المقابل للمنطقة الخضراء, مما أدي الي اصابة مدنيين اثنين.
كما أدي انفجار عبوتين ناسفتين الي اصابة سبعة أشخاص بينهم شرطيان واثنان من عناصر الدفاع المدني في حي العامل جنوب غربي بغداد, وأدي انفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة في ساحة عقبة بن نافع شرقي بغداد الي إصابة مدني بجروح, وعثرت قوات الأمن علي قاعدة لإطلاق صواريخ الكاتيوشا فوق سطح عمارة في منطقة الكرارة وسط العاصمة.
وفي كركوك, أعلن مصدر أمني عن إصابة25 شخصا بانفجار ثلاث سيارات مفخخة أمس استهدفت منازل مسئولين بالمدينة.
وقال المصدر إن الحادث الأول كان نتيجة انفجار سيارة مفخخة واقفة بالقرب من منزل مدير بلدية قادر كرم فلاح محمد بمنطقة الشوربجة.وأضاف المصدر أن الحادث الثاني نتج عن انفجار سيارة مفخخة بالقرب من منزل عضو الاتحاد الكردستاني دلير قادر, وأشار المصدر الي أن السيارة الثالثة انفجرت بالقرب من منزل مدير شرطة ناحية سركران العقيد دانيال جبار.
ووقعت التفجيرات بشكل متزامن وألحقت أضرارا بالغة بمنازل المسئولين الأكراد والمنازل المجاورة.
وعلي الصعيد السياسي, أكد النائب عن التحالف الكردستاني خالد شواني, أن التحالف متمسك بمنصب رئاسة الجمهورية باعتباره استحقاقا دستوريا لائتلاف الكتل الكردستانية وليس هناك أي كلام آخر لدينا ولا نية لمناقشته.
يذكر أن إدارة البيت الأبيض أبلغت القيادات الكردية بضرورة عدم الإصرار علي ترشيح رئيس الجمهورية جلال الطالباني لولاية ثانية, وكشفت المصادر عن أن الجانب الأمريكي سلم الأكراد رسالة مضمونها يشير الي ضرورة تنحي مرشح التحالف الكردستاني لرئاسة الجمهورية جلال الطالباني عن المطالبة بهذا المنصب.
ويأتي هذا الموقف الأمريكي في وقت أعلن فيه تحالفا الوطني والكردستاني, حسم منصبي رئاسة الوزراء والجمهورية وسط انتقادات من قبل القائمة العراقية التي عدت هذا الموقف تهميشا حقيقيا لمكون رئيسي في المجتمع العراقي.
ومن جهته, أكد النائب عن ائتلاف دولة القانون علي الشيخ ضاري الفياض, أن الدستور يسمح بتشكيل حكومة أغلبية, لكننا نعطي المجال للقائمة العراقية للانضمام الي العملية السياسية, وأضاف الفياض أن التحالف الوطني الكردستاني وصلوا الي مرحلة تفاهم واقتناع علي منصبي رئاسة الوزراء والجمهورية, موضحا أن الأكراد يعتبرون أنفسهم قومية ثانية بعد العرب ومن حقهم رئاسة الجمهورية.
علي صعيد آخر, قرر البرلمان العراقي ارجاء جلسته التي كانت مقررة غدا, بغرض انتخاب رئيس جديد له الي يوم الخميس المقبل.