اشاد خبيران روسيان هنا اليوم بقرار دولة الكويت استضافة المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا في 31 مارس الجاري مؤكدين أنه سيساهم في رفع المعاناة عن الملايين من المحتاجين.


وقال كبير الباحثين في معهد الاستشراق الخبير في الشؤون الكويتية والعربية البروفيسور فلاديمير ايسايف في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان استضافة دولة الكويت لمؤتمر المانحين الثالث تشكل خطوة هامة من شأنها ان تساهم في رفع المعاناة عن ملايين السوريين.


وأضاف ايسايف ان الدور الكويتي "ليس بالجديد ولا المستغرب" مشددا على ان الكويت تستحق عن جدارة تسميتها بعاصمة العمل الانساني.


واستعرض في هذا الصدد المبادرات الكويتية التي هدفت الى الغاء ديون الدول الفقيرة وتشكيل صندوق دعم لهذه الدول وتقديم المساعدات للشعوب العربية وغير العربية بمليارات الدولارات ووقوفها الدائم الى جانب الحق والعدل.


وأكد ان العمل الانساني اصبح جزءا لا يتجزأ من نهج السياسة الخارجية لدولة الكويت مشيرا الى أن الكويت تعتبر واحدة من قلائل الدول التي لا تربط مساعداتها الانسانية بأي شروط سياسية او امتيازات.


وأوضح ان "هذه الحقائق جعلت من تكريم سمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح بصفته قائدا للعمل الانساني واحدة من انصع الصفحات في اداء منظمة الامم المتحدة".


وربط ايسايف بين تمسك دولة الكويت بنهج الوسطية والاعتدال في الدين وجنوحها للعمل الانساني مضيفا أن الاعتدال يشكل مفتاحا للعمل الانساني على النقيض تماما من التشدد الذي يقود الى التطرف والانغلاق.


وساهم ايسايف في اعداد مؤلفات عن الكويت ابرزها (الكويت والكويتيون في العالم المعاصر - 2003) و(تجربة التنمية الاقتصادية المعاصرة في دولة الكويت - 2005).


من جانبها ذكرت رئيسة قسم الشرق المعاصر في الجامعة الروسية للعلوم الانسانية البروفيسور يلينا ميلكوميان في تصريح مماثل ل(كونا) ان النزاع السوري تحول الى مأساة هائلة للشعب السوري الذي يعد الضحية الاساسية لهذا الصراع.


واعربت ميلكوميان عن اعتقادها بان القيادة الكويتية تنطلق من هذا الواقع في تحركها الشامل لتخفيف معاناة الشعب السوري وتقديم كافة اشكال المساعدة له مشيرة الى تجربة الكويت في استضافة مؤتمرين لمساعدة ملايين السوريين الذين شردوا في بلادهم أو لجأوا لدول الجوار.


وشددت على ان النهج الانساني لدولة الكويت الذي كلل بمنح سمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح لقب قائد للعمل الانساني يجب ان يتحول الى نموذج يحتذى به في العالم.


وأشارت الى ان دولة الكويت لم تتعامل في أي يوم بلا مبالاة حيال معاناة الاخرين سواء في وقت الحرب او السلم وكانت سباقة للعمل الانساني في مختلف انحاء العالم ورصدت الملايين من اجل مساعدة المنكوبين والمحتاجين.


وذكرت ان التاريخ سيجل لدولة الكويت وقوفها الى جانب الشعب السوري في محنته الحالية الصعبة وحرصها على مشاركته آلامه بالافعال وليس الاقوال.


وكانت البروفيسور يلينا ميلكوميان وضعت مؤلفين حول دولة الكويت هما (التاريخ المعاصر لدولة الكويت - 2001) و(الكويت في حقبة الالفين... التطور الداخلي والسياسة الخارجية - 2014).


وتستضيف دولة الكويت في 31 مارس الجاري المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا بعد استضافتها المؤتمرين الاول والثاني في 2013 و2014 بمشاركة عدد من الدول العربية والاجنبية والمنظمات غير الحكومية الاقليمية والدولية.


يذكر ان قيمة التعهدات المقدمة من الدول المشاركة في المؤتمر الاول للدول المانحة الذي عقد في يناير 2013 بلغت نحو 5ر1 مليار دولار منها 300 مليون دولار من الكويت فيما ارتفعت قيمة التعهدات في المؤتمر الثاني في يناير 2014 الى 4ر2 مليار دولار منها 500 مليون دولار من الكويت.