ذكرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أمس, أن توترا شديدا حدث بين بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي, خلال الأسبوعين الأخيرين, وذلك في عقب مكالمة هاتفية بينهما قبل نحو10 أيام.
حيث طالب ساركوزي نيتانياهو بتمديد تجميد البناء في المستوطنات المقامة علي أراضي الضفة الغربية بهدف تجنب تقويض احتمالات تجديد عملية مفاوضات السلام.
ونقلت هاآرتس عن دبلوماسيين أوروبيين مطلعين علي تفاصيل المكالمة, أن ساركوزي غاضب بسبب تراجع نيتانياهو في اللحظة الأخيرة عن المشاركة في قمة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في باريس, مشيرة الي أن إلغاء مشاركته دفع مكتب ساركوزي الي اطلاع القادة الأوروبيين علي فحوي المكالمة الهاتفية.
وقال دبلوماسيون أوروبيون, إن ساركوزي خطط بأن تكون قمة باريس التي كانت مرتقبة في21 من اكتوبر خطوة أولي لتحريك عملية مفاوضات السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية, بحيث تكون المرحلة الثانية هي قمة الاتحاد الأوروبي من أجل البحر المتوسط في برشلونة في نوفمبر المقبل, التي يفترض أيضا أن يشارك فيها نيتانياهو وعباس, مشيرين الي أن نيتانياهو تراجع عن المشاركة بعد أن أدرك أن الإدارة الأمريكية تري في القمة أمرا إيجابيا وتدفع باتجاه عقدها.
وأضاف الدبلوماسيون الأوروبيون, أن نيتانياهو أدرك أنه ستمارس عليه ضغوط شديدة بشأن المستوطنات وأنه قرر إلغاء مشاركته تجنبا لتلك الضغوط.
ومن جهته, نفي مكتب نيتانياهو ذلك وقال مصدر في المكتب إن نيتانياهو أجري مكالمة هاتفية مع ساركوزي تركزت حول قضايا سياسية علي جدول الأعمال, وأن السلطة الفلسطينية وضعت شروطا سياسية لعقد القمة لم يكن نيتانياهو مستعدا لها.
وفي شأن إسرائيلي آخر, قال الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أمس الأول, إن معسكر السلام سينتصر في نهاية المطاف, وذلك خلال تجمع في تل أبيب بمناسبة الذكري السنوية الـ15 لاغتيال رئيس الوزراء الأسبق اسحق رابين.
وقال بيريز أمام نحو20 ألف شخص تجمعوا وسط ساحة رابين في تل أبيب, حيث اغتيل رئيس الوزراء الأسبق, إن طريق السلام طويله وشاقة, مؤكدا أن لا أحد سينتزع أمل السلام.
وفي رام الله, كشف عضو الوفد الفلسطيني المفاوض الدكتور محمد أشتية عن أن الوفد المصري الذي زار رام الله أخيرا اقترح علي الجانب الفلسطيني عدم انتظار نتائج الاتصالات الأمريكية ـ الإسرائيلية, والتقدم للجانب الأمريكي بورقة مطالب فلسطينية.
وقال أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح أمين مقبول ـ في بيان صحفي إنه تم الاتفاق بين حركتي فتح وحماس علي أن تعقد جلسة الحوار المقبلة في دمشق ولكن موعدها لم يتحدد بعد, مشيرا الي أن هذه الحلقة الحوارية ستكون الأخيرة حيث سيحسم فيها آخر النقاط الخلافية وهي ملف الأمن.
وعلي صعيد آخر, داهمت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس حي البستان في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصي وأجرت عمليات تفتيش ومداهمات لمنازل المواطنين بالمنطقة, حيث اعتقلت المواطن علي سرحان(44 عاما) ونجله محمد(18 عاما), وهو شقيق الشهيد سامر سرحان الذي استشهد قبل قرابة شهر وسط مواجهات اندلعت بين مجموعة من المستوطنين وعدد من المواطنين.