عقد وزير الدفاع الأمريكى آشتون كارتر مجلس حرب فى الكويت أمس، جمع فيه كبار قادة الجيش الأمريكى، ودبلوماسيين، ورجال مخابرات أمريكيين، لبحث استراتيجية واشنطن فى التعامل مع تمدد تنظيم داعش الإرهابى فى المنطقة.

وشارك فى المجلس المغلق- الذى يعد غير تقليدى - الجنرال جون آلان القائد الأمريكى للتحالف الدولى ضد داعش، ونائبه بريت ماكجرك، والجنرال لويد أوستن قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكى، والجنرال جوزيف فوتيل قائد قيادة العمليات الخاصة، والجنرال مايكل ناجاتا الذى يتولى البرنامج الأمريكى لتدريب وتسليح المعارضة السورية، وقادة القوات الأمريكية فى أوروبا وإفريقيا. كما يحضر الاجتماعات سفراء الولايات المتحدة لدى عدة دول عربية من بينها الأردن والسعودية. وذكرت وكالة أنباء أسوشيتد برس الأمريكية أن عدد المشاركين فى المجلس يبلغ نحو 30 شخصية.

وبدأ مجلس الحرب الموسع اجتماعاته فى قاعدة"عريفجان"العسكرية الأمريكية بالكويت، والتى يتم إدارة الحملة العسكرية ضد داعش من داخلها بقيادة الجنرال الأمريكى جيمس تيرى.

وصرح مساعدون لوزير الدفاع الأمريكى بأنه لايبحث عن بدائل للاستراتيجية الحالية، لكنه يريد أن يبحث المزيد من التفاصيل حول الاستراتيجية الحالية. وأوضح مصدر مطلع رفض الكشف عن هويته، أن كارتر طلب من المجتمعين ترك مداخلاتهم التقليدية جانبا قبل بدء المجلس. وأضاف أن وزير الدفاع الأمريكى يسعى لمناقشة حرة حول الأسس الفكرية للاستراتيجية الأمريكية ضد داعش، والوقوف بعمق على مستجدات المشهد وما به من نقاط للقوة والضعف.

وقبيل بدء الاجتماعات، أكد كارتر- فى كلمة أمام الجنود الأمريكيين بالقاعدة- أن مفتاح الانتصار على داعش هو ضمان قدرة الدول المهددة على الحفاظ على المكاسب التى تحققها الحملة العسكرية. وتعهد الوزير الأمريكى بإلحاق "الهزيمة الدائمة" بالتنظيم، حسب تعبيره.

وقبيل توجهه إلى الكويت، طالب كارتر - فى تصريحات له من أفغانستان- بضرورة أن تراجع الولايات المتحدة نهجها فى محاربة الإرهاب فى ضوء صعود داعش. وأشار إلى أن الإرهاب قد تغير بوجه عام مقارنة بالسنوات الأولى للحرب الأمريكية فى أفغانستان.

وفى غضون ذلك، وصلت حاملة الطائرات الفرنسية العملاقة شارل ديجول إلى الخليج العربى أمس متوجهة إلى العراق للمشاركة فى الحملة العسكرية ضد داعش. وتحمل المقاتلة على متنها 12 مقاتلة رافال، و9 مقاتلات سوبر اتندارد، فضلا عن 2700 جندى. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر بوزارة الدفاع الفرنسية أن المقاتلات الفرنسية، قامت بنحو 100 مهمة استطلاع و 100 ضربة جوية منذ سبتمبر الماضى لدعم الجيش العراقى وقوات البشمركة.

وعلى صعيد متصل، أظهرت خريطة أعدتها صحيفة"ديلى ميل" البريطانية أمس، الصعود الخطير لتنظيم داعش الإرهابى من أفغانستان وحتى الجزائر. وأكدت الصحيفة أن عدد مسلحى داعش يصل إلى مائتى ألف إرهابى، بحسب تقديرات مقاتلين أكراد، وهو ما يتجاوز بكثير ما أعلنت عنه المخابرات المركزية الأمريكية "سى آى إيه" والتى قدرت عدد عناصر التنظيم بنحو 31 ألفا وخمسمائة فقط.

وبحسب الخريطة، فإن داعش غزت سوريا والعراق وليبيا، بينما شرعت فى بناء هياكل دعم قوية لها فى تركيا واليمن والسعودية وشبه جزيرة سيناء المصرية، وأفغانستان وتونس والجزائر.

ونقلت عن مركز "بريم أسوشيتس" الاستشارى القانونى للشرق الأوسط وإفريقيا، أن قرب ليبيا من أوروبا، وتحولها إلى مركز للإرهابيين صار يمثل سيناريو كارثيا.

على صعيد آخر، دافعت تركيا عن حملتها العسكرية داخل الأراضى السورية أمس الأول والتى قامت خلالها بنقل رفات مؤسس الإمبراطورية العثمانية سليمان شاه. ونقلت وكالة الأناضول الرسمية عن وزير الخارجية التركى، مولود تشاويش أوغلو، توضيحه أن عملية نقل رفات وإجلاء الحامية التركية من موقع الضريح، الذى يعد أرضا تركية، لا يعنى أن بلاده قد تخلت عن هذه الأرض. وأوضح أن الضريح سيقام مجددا فى قرية أشمة على الجانب السورى من الحدود، ويرفع العمل التركى فى المنطقة  حين استقرار الأوضاع.