ابن النظام المدلل. نشأ في أحضان الحزب الوطني، فكان بمثابة الهواء الذي يتنفسه، والدرب الذي يسير فيه، فأعضاء الحزب يأتمرون بأمره وينتهون عما ينهى عنه، كان السبب الرئيسي في تسمية الحكومة على اسمه "حكومة رجال الأعمال"، تربى في أحضان مبارك وحاشيته، ليخرج شاربًا "صنعتهم" بشكل احترافي، فأصبح التلميذ الذي تفوق على أساتذته. 
"أحمد عز" العائد من صحراء النظام الأسبق، لم يكتف بإشباعه للأرض فسادًا إبان حكم الرئيس المخلوع مبارك، لم تهزه أعداد الشهداء الذين سقطوا فداء لتلك اللحظة التي غاب فيها عز خلف القضبان، لم يقتصر جبروته على احتكاره للحديد والأسمنت وتلاعبه بالبورصة، فيخرج من السجن معلنًا عودته للمشهد مجددًا من خلال مجلس النواب، الذي يعد آخر خطوات الاستقرار الوطني عاد "عز" ليفسده من جديد.
أحداث عديدة ومفارقات عجيبة مر بها رجل الأعمال "أحمد عز" منذ ثورة 25 يناير حتى الآن، جاءت بعضها مثيرة للجدل أو استفزازية للمشاعر، والبعض الأخر جاء كوميدي مثير للضحك والسخرية.
"18 فبراير 2011"، اليوم الذي قبض فيه على عز بتهمة الاستيلاء على المال العام وتسهيل الاستيلاء عليه، واستغلال نفوذه وسلطاته في تحقيق ثروات طائلة بطرق غير مشروعة.. اليوم الذي ظنت فيه ثورة 25 يناير أنها حققت أولى أهدافها، وأن حق الشهداء سيأتي في القريب العاجل، مر على ذلك اليوم أكثر من ثلاث سنوات متتالية، ليأتي يوم البراءة والإفراج في أغسطس الماضي.
وحين أنهت مصلحة السجون إجراءات براءة المحتكر "أحمد عز"، بعد وصول قرار من النيابة بإخلاء سبيله بكفالة قدرها 100 مليون جنيه مصري، بعد وقف نظر قضية إعادة محاكمته في اتهامه بغسل الأموال المتحصلة من جريمة التربح والاستيلاء على المال العام، اليوم الذي لاح فيه شبح عودة النظام الأسبق مجددًا متمثلًا في محتكر الحديد وضارب الاقتصاد المصري "أحمد عز".
"بيفتح صفحة جديدة عشان يسرق مصر من جديد"، هكذا تمثلت سخرية الشعب المصري ولا سيما رواد مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر" من زعيم الحزب الوطني "المنحل"، فور إعلانه أنه ينتوي التبرع لصندوق "تحيا مصر" الاقتصادي، محاولة منه لإبداء حسن النية في فتح صفحة جديدة بعد الإفراج عنه، أو لغسل أمواله من جديد، لتكون هي التمهيد لخطوته القادمة التي تعد صفعة على وجه الشعب المصري.
لم يكتف عز بنية تبرعه لصندوق تحيا مصر فقط، بل دعا إلى تكوين تحالف تحت مسمى "المستقلون" يضم قيادات الحزب الوطني المنحل، عقب الإفراج عنه في قضايا الفساد المتهم فيها، رافعًا من خلاله راية العودة مرة أخرى دون استحياء من دماء نزفت وشهيد سقط.
وفي الفترة الأخيرة تضاربت فيها أنباء عديدة عن نية عز للترشح لمجلس النواب، الأمر الذي أكده هو بنفسه خلال لقاؤه مع العاملين بمصنع الجوهرة للسيراميك بمدينة السادات، تحت زعم أنه يريد خدمة أبناء دائرة السادات، بناء على رغباتهم المُلحة التي طالبته بالترشيح، نظير الخدمات التي يقدمها لأبناء الدائرة، فتارة ينفي وأخرى يؤكد في تلاعب بروح الشعب.
نيته للترشح أصبحت اليوم قاب قوسين أو أدنى من الحقيقة، فإجرائه للكشف الطبي الخاص بالترشح للانتخابات أعاد الزمان إلى الخلف منذ 4 سنوات فائتة، في الوقت الذي سالت فيه الدماء ولا زالت خرج رجل الأعمال وزعيم الحزب الوطن المنحل معلنًا بالإجراءات الرسمية خوضه لانتخابات مجلس النواب المقبل.