في مشهد ديمقراطي مثير للاهتمام يتوجه أكثر من‏320‏ ألف ناخب في مملكة البحرين اليوم الي صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم في مجلس النواب والمجالس البلدية.

وسط نعرات طائفية وترقب خليجي لسيناريوهات الأطماع الخارجية وتصريحات التهديد وصفقات الحرب بالمنطقة‏.‏  وسوف يختار الناخبون‏35‏ نائبا بمجلس النواب من بين‏127‏ مرشحا و‏39‏ عضوا بلديا من بين‏180‏ مرشحا بعد فوز خمسة نواب ومرشح بلدي واحد بالتزكية‏.‏

وتشمل الدوائر الانتخابية‏40‏ دائرة تتنافس عليها قوي سياسية مختلفة إسلامية وليبرالية وقومية ومستقلة‏,‏ كما يخوض السباق‏8‏ نساء علي مقاعد مجلس النواب وثلاثة علي مقاعد المجالس البلدية‏.‏

وبينما يتوقع المراقبون أن تكون نسبة الاقبال علي التصويت أكثر من‏70%‏ فهناك توقعات بأن يتم حسم‏27‏ دائرة من الجولة الأولي للنواب‏,‏ بينما تشهد‏8‏ دوائر جولات إعادة‏,‏ حيث كانت انتخابات‏2006‏ قد شهدت الاعادة في‏12‏ دائرة‏.‏

وكانت الدعاية الانتخابية قد توقفت أمس قبل يوم من الانتخابات حيث شهدت مهرجانات وخيما حاشدة للمرشحين جري خلالها تنظيم مسابقات وجلسات نقاشية وأشعار‏.‏

وفي الوقت الذي لم تخل فيه الدعاية الانتخابية من حوادث عنف مثل حرق خيمة أحد المرشحين كان الشعر موجودا بقوة خاصة في خيمة لافي الظفير الملقب بشارع المليون‏.‏

وفي الوقت الذي تنتشر فيه بالشوارع لافتات حكومية تحفيزية علي التصويت بعنوان‏(‏ صوتك لنا كلنا‏)‏ تتراوح الدعايات الفردية بين من يعد بنقل طلبات المواطنين للوزارات لتلبية احتياجاتهم وبين من يعد بتطوير النظام القضائي وهناك من قال‏:‏ لم أترشح أشرا ولا بطرا ولكن لطلب الاصلاح ومن قالت‏:(‏ أحمل همومكن والسكن من أولوياتي‏)‏ ويركز المسئولون في البحرين ووسائل الإعلام علي أن اقحام الدين في السياسة هو استغلال للدين ولرموزه من أجل مصالح خاصة‏..‏ ويستنكر هؤلاء مقولة أن التصويت لهذا أو ذاك واجب شرعا أو تكليف شرعي‏.‏ إلا أن الدعاية الانتخابية لم تخل من المظاهر الدينية حيث وضع أحد المرشحين صورة مسجد خلف صورته وبينما هناك من يصف مرشحه بأنه أحد مفاخر الطائفة‏,‏ أو أن عدم التصويت لفلان‏(‏ خروج من الملة‏).‏

وعلي الرغم من اختلاف الأولويات في الدعاية إلا أن غالبية البرامج الانتخابية لمختلف التوجهات والانتماءات تركز علي أهمية صون الوحدة الوطنية باعتبارها دعامة أساسية لبناء المملكة ودعم سياستها في ضمان الأمن والحفاظ علي المكتسبات والمنجزات الوطنية والديمقراطية وسيادة القانون فضلا عن الاهتمام بالبعد الاجتماعي والمعيشي للمواطنين في الاسكان والصحة ورفع معدلات الأجور وعدم قطع علاوة الغلاء وتقليص البطالة وتجويد التعليم والاهتمام بالشباب والمعاقين وتمكين المرأة والتنميه الاقتصادية وجذب الاستثمارات الأجنبية والاهتمام بالمتقاعدين وتلبية متطلبات العاملين في الزراعة وصيد الاسماك‏.‏

وفي الوقت الذي توجد فيه الرقابة الوطنية علي عمليات الاقتراع من خلال جمعيات المجتمع المدني والمؤسسة الوطنية لحقوق الانسان تقوم‏17‏ قناة تليفزيونية من دول مختلفة بتغطية الانتخابات بالاضافة الي أكثر من مائة صحفي‏.‏

وبينما تبدو جمعية الوفاق الوطني واثقة من الفوز بما يضمن لها‏18‏ مقعدا من أصل‏40‏ بمجلس النواب‏..‏ تمثل الدوائر المختلطة مذهبيا الأمل الوحيد لمرشحي اليمين والمستقلين والنساء‏.‏ ويتنافس أكبر تيارين سنيين الاخوان المسلمون والسلفيون في المناطق السنية‏,‏ بينما يرد مراقبون أن الدوائر المختلطة يمكن أن تشهد اختراقات محدودة لمرشحين من خارج التكتلات المذهبية الكبري‏..‏

وقال الشيخ فواز بن محمد آل خليفة رئيس هيئة شئون الاعلام ان الانتخابات التي تجري اليوم هي من ثمار المشروع الاصلاحي الشامل لجلالة الملك ومكتسباته التي تشهدها المملكة‏.‏

وقال إن هذا المشروع الاصلاحي بدأ بالاستفتاء علي الميثاق الوطني في عام‏2001‏ وأعقبه اجراء الانتخابات البرلمانية والبلدية مرتين متتاليتين واليوم تشهدالحركة تكملة المسيرة الديمقراطية‏,‏ وفي مؤتمر صحفي وردا علي سؤال‏(‏ للأهرام‏)‏ حول ما إذا كان تم رصد أي تدخلات خارجية إقليمية أو غير اقليمية في الانتخابات نفي الشيخ فواز بن محمد آل خليفة وجود تدخلات وقال ان هناك وعيا كبيرا لدي الناخب والمرشحين وان تجربتنا في عامي‏2004‏ و‏2006‏ قد أثبتت ذلك‏.‏

ومن جهته قال وزير العدل ورئيس اللجنة العليا للانتخابات الشيخ خالد آل خليفة إننا نفخر بالرقابة الوطنية علي الانتخابات مشيرا الي ان هناك مايزيد علي‏350‏ شخص يقومون بهذه العملية بدءا من التصويت وحتي الفرز‏.‏