يعرض له بمعرض القاهره للكتاب روايتا ( النفق) وعفوا ايها المحقق
محمود الشربيني يحاور الروائي محمود قنديل
* أتمنى أن ينأى معرض الكتاب عن الشللية في تنظيم فعالياته
* العلاقة بين المبدع والناقد ينبغي أن تتسم بالموضوعية
* انكشفت حقيقة التيار الإسلامي بعد ماسمي بـ ثورات الربيع العربي
* لغتي لاتشبه الا ذاتي وقضيتي الفنيه هي " الانسان"
* الموت هو الفزع الاكبر للانسان.. وكتاباتي تستلهم مناخ الحلم والكابوس
-------------------------------
-حوار اجراه: محمود الشربيني
-----------------------------
محمود قنديل أديب من جيل الثمانينيات ، مواليد مدينة بنها ( قليوبية ) عام 1962 ، عضو اتحاد كتاب مصر ، وعضو نادي القصة بالقاهرة ، أصدر العديد من المؤلفات في الرواية ( وأد الأحلام – النفق – عفوًا سيدي المحقق ) ، والقصة ( تداعيات الخوف القديم – أصداء التراتيل الصامتة ) والنقد ( قراءة في صفحات الأدب – جزء أول وثان ) . وله تحت الطبع ( سؤال الفتى ) قصص ، و ( حوارات حول الإبداع ) حوارات فنية .أجمع النقاد على أنه صاحب لغة متميزة أقرب إلى لغة الشعر .وقال الناقد الدكتور مدحت الجيارعنه ان محمود قنديل تجاوز مرحلة الحداثة لما بعد الحداثة الآن . فيما يقول هو عن نفسه :كتاباتي تستلهم مناخ الحُلْم ، وجو الكابوس ، وقد تتكئ - في بعض الأحيان - على الأسطورة والتراث .
- هذا الحوار يطل علي محمود قنديل مبدعا، ويقترب من رواياته خاصة التي تعرض في معرض القاهره هذا العام ويعرج علي موقفه كاديب من المشهدين السياسي والثوري في مصر
- *********************
. * تشارك فى معرض القاهرة الدولى للكتاب 2015 ببعض من إصداراتك .. حدثنا عنها ؟
- هناك روايتان لى بالمعرض هذا العام الأولى (النفق) وهى صادرة عن اتحاد كتاب مصر، والثانية (عفوا سيدى المحقق) وقد صدرت عن هيئة الكتاب، وهناك كتاب سيصدر خلال أيام أتمنى أن يلحق بالمعرض ولو فى نصفه الثانى وهو بعنوان (حوارات حول الإبداع)، يضم بين دفتيه مجموعة من الحوارات التى أجريتها مع كوكبة من كبار الأدباء والشعراء حول تجاربهم الإبداعية، وأرى أنه يهم المتخصصين والعامة، فمن خلاله تستطيع أن تقف بقوة على حقائق تجارب المبدعين وسبر أغوارها، كما أنه يطرح بعضا من القضايا الأدبية المثارة على الساحة بموضوعية شديدة .
- ----------------------------------
- " نفق" الواقع السياسي المحبط
- --------------------------------
* لم لاتطل بنا علي روايتيك .." النفق" و"عفوا سيدي المحق"..مااهم المضامين المطروحه فيهما و الي اي مدارس والوان الادب تنتميان ؟
* * ترصد رواية ( النفق ) طبيعة العلاقة بين الفرد والسُلْطة ، بما تشوبها من عوامل كبت وقهر للخطى والأحلام والآمال والطموحات . إنها تتحدث - فنيًا - عن واقع سياسي محبِط من خلال البطل الذي يلتقي فجأة بعجوز في المقابر ليلًا ، فتصحبه إلى عوالم موازية لواقع مجحف عاشه ، وأدى إلى وفاة زوجته بشكل غامض . إنها محاولة للولوج إلى مناطق بكر في فن الرواية . ويبقى الإنجاز أو الإخفاق هو حُكم القارئ المطلق .
* -هل تصدي لها نقادنا ..من منهم قرأها قراءه نقديه؟
* - بالنسبة لـ ( النفق ) فقد كتب عنها النقاد دكتور سعد أبوالرضا - د . نبيل نوفل - د . يحيى خاطر - د . محمد عبدالحميد خليفة ، وقد تم تقريرها على طلبة كلية تربية جامعة بنها ، وهي تطرح العديد من القضايا السياسية ، والرؤى الفنية بطريقة أدبية .
* ------------------------------
* ليست روايه بوليسيه
* ----------------------------
* و رواية عفوًا سيدي المحقق ...؟
* - هي ترصد حالة طبيب وهو في ذروة لحظات التأزم نتيجة مثوله أمام المحقق بفعل احتجازه لفتاة تم العثور عليها مصابة بغيبوبة ، ويأتي احتجازه لها لمحاولة إخراجها عن غيبوبتها التي لايعرف لها سببٌ ، فالدافع الأساسي - في ذلك - هو إنساني قبل كل شيء ، وينجح الطبيب في محاولاته التدريجية لإفاقتها ، لكن حقد أحد زملاء المهنة لم يمهله ، فيقوم بالإبلاغ عنه ، ليقع تحت طائلة القانون أمام محقق يود الكشف عن كل مايحيط بالحادثة ، وملابستها ، ودوافع الطبيب التي جعلته يقوم بما قام به .
.* لكن الايبدو من عنوانها وكانها روايه بوليسيه ؟
- لا..لا..ليست روايه بوليسيه وان كان عنوانها يوحي بذلك. الرواية البوليسية لا تحمل أى أبعاد فنية، ولا تهتم بغير الحدث (الجريمة) وفاعلها . إنها مطاردة لمرتكب الجريمة بعيدا عن القيم الأدبية لذا فـ "عفوا سيدى المحقق" ليست هكذا فهى تحمل لغة الفن والبعد الإنسانى، والجلاء الفكرى، إنها تؤصل لما ينبغى أن يكون عليه الإنسان من خلال موقف يتعرض له البطل/الطبيب الذى يرى نفسه فى العناية المركزة – أمام فتاة مصابة بغيبوبة لا يُعْرَف لها سبب، ولم يُستَدل لها على أهل الأمر الذى يجعله يقوم بنقلها - بحيلة ما - إلى عيادته المجهزة بأحدث أجهزة العناية بغية اكتشاف سببا للغيبوبة، ولمحاولة عودتها إلى وعيها ، فليس ثمَّة رؤية بوليسية إذاً، بل رؤى إنسانية بالدرجة الأولى .
- ----------------------
- لغتي .......
- ---------------------
. يرى كثير من النقاد أنك تكتب بلغة مختلفة، فما أسباب ذلك ؟
- لا يختلف اثنان على أن الأداة الوحيدة لأى كاتب هى اللغة، من هنا كان لابد لى من خلق لغة لا تشبه إلا ذاتها، لقد أردت للغتى أن تكون ذات جرس موسيقى يناسب المناخ العام للعمل الأدبى، وكأننا بصدد موسيقى تصويرية تصاحب الحدث، اللغة هي المدخل الرئيس لأي نص أدبي ، من هنا كان الاهتمام بها مهم للغاية ، قد أكون أنجزت، وقد أكون أخفقت، ويبقى فى النهاية ما سيقوله التاريخ النقدي الموضوعي بشأن ما نكتب .
- -----------------------
- ..وقضيتي...
- --------------------
. قلتَ ذات يوم : إن قضيتى الفنية هى الإنسان فهل من إيضاح أكثر ؟
- أعتقد أن الإنسان هو القضية الأولى لصاحب أى رأى أو فكر أو فن أو فلسفة، فهو الكائن الذى خلقه الله بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، ومع كل ذلك يبقى غامضا وهناك أسرار تحيط به، وما تم اكتشافه بشأن هذا الكائن يظل قليلا من كثير، إنه كما قال عنه الكسيس كاريل (ذلك المجهول) . لذلك أحاول أن اكشف عما خفى فى سراديب هذا الكائن محاولا الوقوف على حقائق مشاعره وأحاسيسه، تناقضاته وتقلباته. أمكنة الظلام بداخله ومساحات النور. إن كل كتاباتى تحاول أن تجيب عن سؤال واحد ألا وهو : ما حقيقة الإنسان ؟
- ----------------------
- الموت .. الفزع الاكبر
- ---------------------
. من يقرأ لكم يرى حضور الموت - بقوة – فى معظم كتاباتك، فهل من تفسير ؟
- الموت هو الفزع الأكبر بالنسبة للإنسان، آدم عليه السلام قد أخبر بالموت فجزع منه، لذلك عندما قال له إبليس (هل أدلكما على شجرة الخلد وملك لا يبلى) أكلا - على الفور- منها .
والموت هو الذى أبكى فاطمة لما علمت بقرب وفاة أبيها، ومن قبل أبكى محمداً على وفاة ولده، والإمام على بن أبى طالب على الرغم من ورعه وتقواه فقد كرهه وهو، والقرآن قد وصف الموت بأنه مصيبة " إن ضربتم فى الأرض فأصابتكم مصيبة الموت .
وعلى الرغم من أنه عند أصحاب الكتب السماوية طور من أطوار حياتنا الأبدية إلا أننا جميعا فى كل تصرفاتنا ننفر منه ونبعد عنه، من هنا كان الموت فى معظم كتاباتى هو كاشف لمساحات داجية داخل الإنسان .
---------------------------
ثوره كاشفه .. وتراجع ثقافي
--------------------------
. بعد ثورات الربيع العربى حدث تغيرا فى كثير من المشاهد فهل المشهد الثقافى فى مصر ناله نفس التغير ؟
- ثورات الربيع العربى أظهرت التيارات المنتمية للإسلام على حقيقتها بدون زيف وبغير رتوش، فقد اتضح أنها لا تملك أفقا فكريا ولا رؤية سياسية، وأن معظمها يتاجر بشعارات دينية لجذب أنصار ومؤيدين .لقد انطفأت – فجأة – الهالة التى كانت تحيط بهؤلاء عندما دخلوا عندنا فى خضم التجربة وتمكنوا من حكم وطن كبير اسمه مصر، وبعد اخفاقهم لم يؤثروا الانسحاب إلى صفوف المعارضة، بل مضوا فى غيهم مصرين على التمسك بما يسمى بـ "الشرعية" رغم الأزمة العاصفة التى كادت تهرق الدماء، وفى خضم ذلك لم نرهم يحرصون على وطن، بل مصالحهم الضيقة فوق كل اعتبار وتشهد على ذلك مواقفهم وتصريحاتهم التى وصلت حد الإجرام .
ومع ذلك يظل المشهد الثقافى فى مصر متراجعا، فالانقسام قائم بين أصحاب القلم، وأتراب الفكر، وأطروحات الكثير من مثقفى الوطن – للأسف - تأتى من منطلق شخصى وليس موضوعى .
هناك حالة من إعلاء الذات على حساب الوطن إنه إرث عقود طويلة مضت، وهنا تحضرنى مقولة غاندى: كثيرون حول السلطة وقليلون حول الوطن .
------------------------
ناقد ومبدع وقاريء
-----------------------
. * العلاقة بين الناقد والمبدع .. كيف تراها.. كيف تقيمها ؟
- النقد – برأيي – له دوران، الأول هو تبصرة المبدع وهو فى طور تكوينه باخفاقاته، وبعد رسوخ المبدع فإن وظيفة النقد تتحول إلى تبصرة القارئ بإيجابيات المؤلف وسلبياته .
لكن ما يؤسف له أننا نري اليوم نقد المجاملة ونقد المصالح ونقد الانتقام كلٌ حسب طبيعة العلاقة بين الناقد والكاتب وكلها تنال من مصداقية النقد بوجه عام .
فقبل أن يتحدث المثقف عن الفساد السياسى والاقتصادى والاجتماعى عليه أن يعالج الفساد الثقافى الذى هو من صنعته .
. فى ظل الانترنت هل أصبح للكتاب نفس التأثير الذى كان فى السابق ؟
- من الطبيعي أن ينحسر تأثير الكتاب الورقى فى وجود الانترنت، ومع ذلك فهناك من يحب قراءة الكتاب فى نسخته الإلكترونية. فالوسيلة قد تتراجع ، ولكن يظل الفعل (القراءة) قائمًا بصورة ما ولا يمكن الاستغناء عنه ، فالقراءة هى أول طريق الثقافة وأول سبل المعرفة، ولا ننسى أن أول كلمة جاءت فى كتاب الله (القرآن) كانت (اقرأ) .
- -----------------------------------
- المشهد المصري.. بعد المشهد الثوري
- -------------------------------------
. كيف ترى المشهد المصرى بعد ثورتى 25يناير ، 30يونيو ؟
- لا يمكن لمراقب موضوعى إلا أن يرى المشهد المصري يسير إلى الأفضل بما تم ويتم من واقع الإنجازات وحجمها على الأرض، لكن آفاق الأمل تتسع بغير هوادة فى ظل وجود مصالحة حقيقية تنهى ملامح الانقسام البغيض. إننا فى حاجة إلى روح التسامح خاصة تجاه من لم يتورطوا فى أعمال تخريبية تجاه الوطن .
كما نحن بأمس الحاجة إلى تشغيل الشباب وفتح سبل لهم للعمل داخل مصر وخارجها. إن عودة الأمل إلى هؤلاء الشباب بجانب إنهاء حالة الانقسام لهو كفيل باستقرار الوطن لعقود طويلة .
*مااهم امنياتك لمعرض الكتاب هذا العام؟
- لعل أهم الأمنيات تتمثل فى القائمين على أنشطة المعرض، فأتمنى أن يعتمدوا الموضوعية فى اختيار ضيوفهم، وأن تتسع الصدور لتشمل الجميع بعيدا عن الشللية التى تحكم الفاعليات الثقافية كل عام . نود أن يشهد هذا العام اتساعا فى الأفق يتناسب وحجم المتغيرات التى تشهدها مصر