اتهمت وزارة الخارجية الإسرائيلية الإدارة الأمريكية بالتسبب في فشل المفاوضات المباشرة مع السلطة الفلسطينية, ووصولها الي أبواب موصدة لامخرج لها, وذلك بسبب السياسة الأمريكية الحالية الداعمة لمشروع تجميد الاستيطان في الضفة الغربية.
وقال الموقع الالكتروني لصحيفة معاريف الإسرائيلية, جاءت هذه الاتهامات ضمن تقرير صادر عن مركز البحوث السياسية الإسرائيلي التابع لوزارة الخارجية بشكل مباشر, وتري الخارجية الإسرائيلية أن امتناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن الاستمرار في المفاوضات المباشرة مع الحكومة الإسرائيلية دون تجميد البناء في المستوطنات, نابع بالأساس من سياسة إدارة الرئيس باراك أوباما, التي أدرجت تجميد الاستيطان علي لائحتها ودعمت مطلب الفلسطينيين بتجميد الاستيطان.
وأوضح تقرير الخارجية الإسرائيلية, أن السياسة الأمريكية المتعلقة بالاستيطان أثرت سلبا علي سياسة السلطة الفلسطينية ذاتها وأفسحت المجال أمام انتقادات الشعب الفلسطيني وقوي المعارضة, وزعم التقرير أن خطاب الرئيس الأمريكي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي الذي صرح من خلاله بإمكان اقامة الدولة الفلسطينية خلال عامين, أدي الي تغيير موقف الرئيس عباس وتصلبه حيال المفاوضات والاستيطان.
وفي هذه الأثناء, بدأ وزيرا الخارجية الفرنسية برنار كوشنير, ونظيره الإسباني ميجيل موراتينوس أمس, جولة في منطقة الشرق الأوسط بهدف تفعيل دور الاتحاد الأوروبي في عملية السلام وطرح آلية لدعم المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية, وسيزور الوزيران كوشنير وموراتينوس ضمن الجولة التي ستستمر يومين كلا من إسرائيل والأراضي الفلسطينية, ويختتمانها بالأردن الذي يعتبره الاتحاد الأوروبي أحد الأطراف الفاعلة في عملية السلام. وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية, أن وزيري الخارجية الفرنسية والاسبانية سيتوجهان الي إسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن, وجاء في بيان تلاه المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو, أن الوزيرين سيجريان محادثات مع السلطات الإسرائيلية والفلسطينية والأردنية تتناول عملية السلام في الشرق الأوسط في لحظة حرجة لهذه العملية, وأضاف المتحدث قائلا سيقدم الوزيران دعمهما للمفاوضات ويشددان علي المساهمة التي تنوي فرنسا وإسبانيا تقديمها في هذا الصدد, خصوصا عبر تحركهما في إطار الاتحاد الأوروبي.
وستشمل هذه المحادثات أيضا الإعداد للقمة المقبلة للاتحاد من أجل المتوسط في برشلونة, خاصة مع الاجتماع التحضيري المقرر عقده في باريس12 اكتوبر الحالي.
وفي ختام زيارته الي الأردن, سيتوجه كوشنير الي أنقرة حيث يبقي غدا للقيام بزيارة ثنائية تلبية لدعوة من نظيره التركي أحمد داود أوغلو, كما قال فاليرو أيضا, وأوضح المتحدث أن كوشنير سيبحث خصوصا مع أحمد داود أوغلو في الرئاسة الفرنسية المقبلة لمجموعة العشرين, وفي الأزمات الإقليمية الكبري وخصوصا أزمة الشرق الأوسط.
وعشية هذه الزيارة قال وزير الخارجية الفرنسية في حديث لصحيفة الأيام الفلسطينية, أنه لا يمكننا أن نستبعد مبدئيا خيار التوجه الي مجلس الأمن الدولي ولكن يجب أن يكون هذا الخيار بمثابة ملاذ أخير اذا ما بقيت العملية السلمية معلقة لزمن طويل, وتمني كوشنير أن يتم قريبا استقبال دولة فلسطين في الأمم المتحدة, معربا عن أمله في التوصل الي حل يسمح باستئناف المفاوضات خلال الأيام القليلة المقبلة.