دخلت باكستان أمس فى حداد لثلاثة أيام على ضحايا الهجوم الذى شنته حركة طالبان الباكستانية على مدرسة، وأسفر عن مقتل 132 تلميذا و9 من الموظفين ، فيما وصف بأنه اليوم الأكثر دموية فى تاريخ البلاد.
وفى الوقت نفسه، تواصلت مراسم تشييع الضحايا الذين سحبت جثثهم من المدرسة وهم لا يزالون بالزى المدرسى الأخضر الملطخ بالدماء لليوم الثانى على التوالي.
وأغلقت معظم المدارس فى مختلف أنحاء البلاد فيما أقيمت صلوات خاصة فى ذكرى الضحايا الذى بلغ عددهم 142 شخصا، معظمهم من الأطفال، فى المدارس التى فتحت أبوابها، وفى إقليم خيبر باختونخوا، عاصمته بيشاور، أغلقت المدارس والإدارات والأسواق.
ومن جانبه، قال نواز شريف رئيس الوزراء خلال اجتماعه مع قادة الأحزاب فى مدينة بيشاور إن باكستان سوف تستمر فى مكافحة الإرهاب.
وفى هذه الأثناء، أعلن مسئول كبير فى مكتب رئيس الوزراء الباكستانى إن «نواز شريف وافق على إلغاء تعليق عقوبة الإعدام فى حالات الإرهاب خلال 48 ساعة».
على صعيد آخر، تم الكشف عن تفاصيل جديدة حول الحادث، حيث قال متحدث باسم الجيش الباكستانى إن الإرهابيين بدأوا يطلقون النار عشوائيا فور دخولهم إلى المدرسة، ولم يكن فى نيتهم احتجاز رهائن، وأوضح أن المهاجمين «كانوا يرتدون سترات محشوة بالمتفجرات ويحملون ذخائر وطعاما لعدة أيام».
وأكد شهود عيان من الناجين من المذبحة أن المهاجمين كانوا شديدى الوحشية، حيث تجولوا من فصل إلى فصل داخل المدرسة، وأطلقوا النار على كل من قابلهم، وأحرقوا جثث البعض.
ومن جهتها، أشارت وسائل الإعلام الباكستانية إلى أن وعودا سبق أن صدرت بعد وقوع هجمات مماثلة، لكن العنف لم يتوقف. وكتبت صحيفة «دون» أن قطع وعود بسحق تمرد بعد هجوم كبير لا معنى له، وأن العمليات العسكرية لن تؤدى إلى نتيجة إلا إذا كانت هناك محاولات لاستئصال الجذور الأيديولوجية للتمرد.
وفى الوقت نفسه، وعلى الرغم من تبنى طالبان الباكستانية للحادث الدموي، فإن طالبان الأفغانية أدانت الهجوم، معتبرة أن قتل الأطفال يتعارض مع تعاليم الإسلام،وقدمت طالبان أفغانستان تعازيها لعائلات الأطفال الذين قتلوا.
وفى واشنطن، وصف الرئيس الأمريكى باراك أوباما الهجوم بأنه عمل «لا أخلاقي»، ووعد بأن تدعم واشنطن باكستان فى حربها ضد الإرهابيين، وقال أوباما «نقف مع شعب باكستان، ونكرر التزام الولايات المتحدة بدعم الحكومة فى مسعاها لمحاربة الإرهاب والتطرف وإشاعة السلام والاستقرار فى المنطقة».
ومن جهته، أكد جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى وقوف بلاده إلى جانب باكستان، قائلا إن هذا العمل الإرهابي أثار غضب وهز مشاعر أصحاب الضمائر، وينبغى تقديم الجناة والمحرضين إلى العدالة، وأضاف أن بلاده تقف إلى جانب باكستان فى تلك الساعة الصعبة، مشيرا إلى أن مقتل الكثير من الأطفال شيء صعب التحمل، وأن انحراف الإرهابيين لا يعرف حدودا.
وفى إطار متصل، أكد مسئولون أمريكيون أنهم ينتظرون من إسلام آباد إظهار عزم أقوى فى محاربة الإرهابيين. وأوضح المسئولون أنهم ينتظرون الآن أن تشن قوات الأمن الباكستانية حملة أشد ردا على الهجوم على المدرسة التى كان عدد كبير من طلابها أبناء ضباط فى الجيش الباكستاني.
وفى نيودلهي، وضع ناريندرا مودى رئيس الوزراء الهندى العداوة القديمة مع باكستان جانبا، وطلب من المدارس الالتزام بدقيقتى صمت فى ذكرى الضحايا. كما وقف البرلمان الهندى «لوك سابها» دقيقتين حدادا بمجرد بدء جلسة برلمانية حيث طلب رئيس مجلس النواب سوميترا ماهاجان من الأعضاء الوقوف حدادا، كما أدان ذلك الهجوم، وذلك فى حضور رئيس الوزراء.