أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أمس أن القوات الأمريكية بالتعاون مع قوات دول التحالف الدولى نفذوا 27 غارة ضد تنظيم "داعش"فى العراق وسوريا خلال الأيام الثلاثة الماضية، وذلك فى إطار عملية (العزيمة الصلبة) الرامية للقضاء على التنظيم. وذكر بيان عن (البنتاجون) أن الطائرات الحربية شنت خمس غارات جوية ضد التنظيم فى مدينة كوبانى الواقعة على الحدود السورية - التركية، مما أسفر عن تدمير ستة مواقع قتالية تابعة للتنظيم. كما قصفت الطائرات الحربية الأمريكية خلال غارة أخرى خمسة مبان تابعة لداعش بالقرب من مدينة حلب، وموقعين محصنين بالقرب من مدينة القائم على الحدود السورية. وأوضح البيان أن الطائرات الأمريكية خلال الأيام الثلاثة الماضية نفذت 20 ضربة جوية ضد "داعش" فى عدة مدن عراقية من بينها الموصل والرتبة والرمادى وسمراء، وكذلك بالقرب من قاعدة الأسد الجوية. وأسفرت تلك الغارات عن قصف عدد من الآليات التى يمتلكها التنظيم وبعض نقاط التفتيش التى أقامها.

ومن ناحية أخرى، صرح مسئول مسيحى عراقى أمس بأن أكثر 160 ألف نازح مسيحى غادروا مدينة الموصل بعد سيطرة تنظيم (داعش) عليها فى العاشر من يونيو الماضى . وقال عماد يوخنا مسئول كتلة الرافدين فى البرلمان العراقى عن مدينة كركوك إن "عدد النازحين المسيحيين من سهل نينوى ارتفع من 120 ألفا إلى 160 ألف نازح منذ استيلاء"داعش" على مدينة الموصل بعد العاشر من شهر يونيو . وأضاف أن "العوائل المسيحية نزحت من مناطقها إثر عمليات العنف والتهديد بالقتل من قبل تلك الجماعات الإرهابية بالأخص المدن والقرى ذات الأغلبية المسيحية". وذكر يوخنا أن "عناصر داعش مارست القتل والتهجير القسرى بحق المسيحيين ومصادرة وتفجير العشرات من المنازل التابعة ملكيتها للمكون المسيحى فى مدينة الموصل وقد استقبلت دول أوروبية قليلة النازحين من المسيحيين فيما نزح الكثير منهم إلى مدن إقليم كردستان وأكثر من ألفى عائلة إلى بغداد و450 عائلة فى كركوك وتصل هجرة المسيحيين للخارج يوميا إلى عشرات الأسر.

وفى الوقت نفسه، أعلن نائب رئيس اللجنة الأمنية فى مجلس محافظة صلاح الدين العراقية خالد الخزرجى، عن وصول تعزيزات عسكرية للمحافظة للبدء بعملية عسكرية لتحرير مناطق جنوب صلاح الدين من تنظيم "داعش". وقال الخزرجى ـ فى تصريح خاص لقناة (السومرية نيوز) الإخبارية ـ "إن هذه العملية ستكون مهمة وستمهد للبدء بعملية واسعة لتحرير مركز المحافظة ومدينة تكريت من سيطرة تنظيم داعش"، مؤكدا سيطرة القوات الامنية على الوضع الأمنى فى محافظة صلاح الدين، وما تزال بعض مناطق محافظة صلاح الدين تشهد عمليات عسكرية، وذلك عقب سيطرة مسلحين على محافظة نينوى بالكامل منذ 10 من شهر يونيو عام 2014.

وفى غضون ذلك، ذكرت الشرطة العراقية أن ثمانية أشخاص قتلوا وأصيب 11 آخرون فى حوادث متفرقة أمس فى مدينة بعقوبة شمال شرقى بغداد. وقالت المصادر إن شرطيا أبطل هجوما انتحاريا بحزام ناسف عندما حاول انتحارى دخول حسينية تقام فيها مراسم أربعينية الامام الحسين فى حى العصرى وسط قضاء المقدادية مما أسفر عن مقتل الشرطي، وأوضحت أن قذائف هاون سقطت على حى العسكرى فى مركز قضاء المقدادية اسفرت عن مقتل خمسة مدنيين وإصابة تسعة اخرين، مشيرة إلى أن مدنيين قتلا واصيب اخران فى هجوم مسلح نفذه مجهولون فى حى القلعة فى ناحية العبارة شمالى بعقوبة.

وفى الوقت نفسه، أفاد مصدر أمنى فى محافظة صلاح الدين العراقية بأن قوة أمنية قتلت 33 إرهابيا ودمرت ثلاث سيارات تابعة لهم وفجرت خمسة منازل مفخخة جنوب تكريت. وقال المصدر، الذى فضل عدم الكشف عن هويته فى تصريح خاص لقناة "السومرية نيوز" الليلة قبل الماضية، إن قوة من الفرقة الخامسة شرطة اتحادية قتلت 33 إرهابيا وأحرقت ثلاث سيارات وفككت عبوة ناسفة، كما فجرت خمسة بيوت مفخخة فى ناحية المعتصم جنوب تكريت بعملية سميت عملية ثأر المعتصم الأولى.

وحول الوضع فى سوريا، قال المرصد السورى لحقوق الإنسان أمس إن قوة الشرطة التابعة لتنظيم "داعش" فى غرب سوريا ذبحت أربعة رجال بتهمة "سب الله عز وجل". ونشر المرصد، الذى يراقب الصراع فى سوريا بالاستعانة بمصادر على الأرض، تقريرا عن واقعة مماثلة يوم الثلاثاء عندما ذبح التنظيم رجلا فى ساحة بلدة بشمال البلاد. ويقول سكان ونشطاء إن التنظيم ذبح ورجم الكثير من الأشخاص فى المناطق التى يسيطر عليها فى سوريا والعراق. كما قتلوا مقاتلين من جماعات منافسة بأساليب مماثلة بعيدا عن ساحة القتال وشكلوا دوريات لمراقبة السلوك العام فى مسعاهم لإقامة خلافة إسلامية. كما ذكر المرصد أمس أن التنظيم رجم رجلا وامرأة حتى الموت بتهمة الزنا فى مدينة منبج بشمال سوريا .