ربما لم يصدق مثل مثلما صدق المثل الشعبي مصائب قوم عند قوم فوائد خصوصا هذه الأيام, فالارتفاع الجنوني للذهب عطل الكثير من الزيجات.
وأحدث حالة من الركود الشديد في محلات الذهب. لكنه خدم الكثير من الأسر المصرية التي لم تجد حلا لدفع مصاريف المدارس, ومواجهة ارتفاع أسعار الكتاب الخارجي, والدروس الخصوصية, إلا بيع ما لديها من مصوغات ذهبية, حتي أن حالات بيع الذهب المستعمل ارتفعت بنسبة30% عن معدل البيع في العام الماضي.
وكشفت إحدي ربات البيوت عن أنها وجدت ضالتها في بيع ذهبها بسعر مرتفع أنقذها من أزمة كبيرة, خصوصا أن لديها أربعة أبناء يدرسون في مراحل تعليمية مختلفة وأنها انفقت كل ما لديها في فترة الصيف ورمضان والعيد, وأنها فوجئت بارتفاع الذهب, فباعت غالبية ما لديها من مصوغات ذهبية.
ويقول عطية الصوصي, عضو شعبة الذهب بغرفة القاهرة ان سوق الذهب في مصر تعاني ركودا حادا جدا إلا انه يسير في اتجاه واحد فقط وهو بيع مالدي الجمهور من ذهب مستعمل لمواجهة اعباء ومصاريف المدارس والدروس الخصوصية وذلك في اطار الاستفادة من فروق الأسعار لمواجهة اعباء الحياة.
وارتفع سعر الجنية الذهب من1475 جنيها في أول مايو لتصبح اليوم1660 جنيها بارتفاع قيمته16.5% في غضون اربعة أشهر كما ارتفع الذهب عيار21 من184 جنيها إلي207.5 جنيه وعيار24 من210 إلي237.5 جنيه وعيار18 من185 جنيها في أول مايو ليصبح178 جنيها وأكد الصوصي ان أسعار الذهب ترتفع يوميا مؤكدا ان السوق تحرك خلال أيام العيد بنسبة12% حيث ان معظم التجار تنازلوا عن جزء من أرباحهم حتي يتمكنوا من البيع وسط حالة الركود.
وأكد شريف السرجاني رئيس الشعبة العامة للمصوغات والمجوهرات والأحجار الكريمة بالاتحاد العام للغرف التجارية ان ارتفاع أسعار الذهب في السوق العالمية له انعكاسات علي السوق المحلية حيث اندفع الجمهور الذي يمتلك ذهبا مستعملا لبيع مالديهم من مخزون للاستفادة من فروق الأسعار ولمواجهة اعباء الحياة وعلي رأسها ملابس المدارس والدروس الخصوصة. وأشار إلي ان المتضرر الوحيد من الارتفاعات المتوالية لأسعار الذهب في السوق هو التاجر لانه مجبر علي الاستمرار في العمل سواء ارتفعت أو انخفضت الأسعار بينما المستثمر الفرد له خيار الخروج المؤقت من السوق عندما يشعر انه يمكن ان يتعرض لخسائر الامر الذي ترتب عليه تعرض العديد من تجار الذهب لخسائر في هذه المرحلة.
وأشار بولس عوض الله ـ تاجر ذهب ـ إلي ان سوق الذهب تشهد ركودا شديدا بسبب الوقت الحالي الذي يسير في اتجاه واحد هو اتجاه المستهلكين لبيع مالديهم من ذهب للاستفادة من فرق السعر لقيامهم بتغطية نفقات الحياة اليومية واخطرها علي الاطلاق موسم المدارس والدروس الخصوصية. وأضاف ان ارتفاع الذهب أسهم في دعم المعادن الثمينة الأخري فقد ارتفعت أسعار الفضة لتصل إلي20.7% دولار للاوقية التي تعد الأعلي حيث اقترب سعر الفضة من اعلي معدلاته منذ30 عاما البالغة21.2 دولار للاوقية والتي بلغتها في مارس1980.