انطلقت فعاليات الدورة الثامنة من "مهرجان دبى لمسرح الشباب" الذى تنظمه "هيئة دبى للثقافة والفنون"، وتستمر فعالياته حتى20 نوفمبر الجارى. ويهدف المهرجان لتسليط الضوء على غنى وتنوع المواهب المسرحية فى دولة الإمارات العربية المتحدة، وإبراز قدرة المسرح على توحيد كافة فئات المجتمع ضمن حوار ثقافى بنّاء. وشهد المهرجان انطلاقة رائعة وملفتة هذا العام، حيث استَهَل حفل الافتتاح بمجموعة عروض ثقافية ترفيهية ممتعة، تلاها عرض بهلوانى مفعم بالحماس والحيوية، وأداء لمجموعة متنوعة من فقرات التراث الإماراتى فى حوار فنى ساحر بين الشرق والغرب، قدّمته فرقة الفنون الشعبية الوطنية. وتشارك فى مهرجان هذا العام 7 مسرحيات على مستوىً عالٍ من الحرفية، وأبرز ما يميزها هو أنها جميعها مكتوبة باللغة العربية الفصحى، الأمر الذى يؤكد على دعم "دبى للثقافة" لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، لتعزيز استخدام اللغة العربية والتمسك بتقاليدها الأدبية الغنية. وتتألف لجنة تحكيم العروض المسرحية لهذا العام من عمر عبيد غباش رئيسًا، بالإضافة إلى دينا أبو حمدان وخالد البناى ويوسف يعقوب ومحمد سيد أحمد بصفة أعضاء فى اللجنة المحكمة لجوائز المهرجان. وقال ياسر القرقاوى رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان "استطاع مهرجان دبى لمسرح الشباب بعد 8 أعوام على انطلاقه من أن يصبح المنصة الأبرز على مستوى المنطقة فى مجال فنون الأداء. ومن خلال متابعة مسيرة تطوره عاماً بعد آخر، أسهم المهرجان فى إثراء تجربتنا ومنحنا فهماً أعمق حول كيفية دعم هذا النمط من التعبير الفنى المرموق. وأود القول إننا نتطلع بشغف للترحيب بالعروض المشاركة، وكلنا ثقة بأن مهرجان هذا العام سيزخر بأرقى مستويات الأداء المسرحى التى تم تقديمها حتى يومنا هذا". وأردف "القرقاوى" "يسعدنا دعوة أجيال الشباب لعرض مواهبهم المسرحية، ونتطلع إلى اكتشاف الجيل الجديد من الفنانين الذين سيدهشونا بأدائهم المسرحى الملهم". ويوفر المهرجان هذا العام أيضاً ترجمة مباشرة للمسرحيات العربية إلى اللغة الإنجليزية، مما يتيح الفرصة أمام شريحة أوسع من المشاهدين لتكوين صورة أشمل لأحد أقدم أشكال الفن فى المنطقة. من جهته قال عبدالله بالخير "حضورى لافتتاح مهرجان دبى لمسرح الشباب هو لدعم هذه الطاقات الشابة التى ما زالت تؤمن بأهمية المسرح رغم سيطرة وسائل التواصل الاجتماعى وقنوات الفن الأخرى"، مضيفا "لا بد من منح هذه المواهب الفرص التى يستحقونها كى يثبتوا قدراتهم". أما الفنانة السورية ديما الجندى، فقالت "هذه المهرجانات لها أهمية كبيرة فى تطوير العمل المسرحى الذى يعد حجر الأساس للفنون الأخرى، وأنا أهنئ القائمين على هذا المهرجان لجرأتهم فى التحدى والمراهنة على المسرح فى زمن بدأ فيه الكثيرون يبتعدون عن المسرح، خوفًا من أن تكون عروضهم لكراسٍ خاوية". وأكدت الفنانة مريم حسين "لا شك أن عروض المهرجان ستكون متميزة بحجم تميز حفل الافتتاح، فلقد لفتنى أن حفل الافتتاح كان قصيراً ومعبراً، وهى رسالة عميقة بأن المسرح يمكنه أن يواكب التطور السريع وأن يقدم أفكارًا براقة وجذابة تعيد للمسرح هيبته ومكانته وباللغة العربية الفصحى أيضاً".