حقيقة تقرها أغلب الأسر المصرية وهى لا يكتمل حفل زفاف دون زيارة "ممر الكونتيننتال" لشراء ملابس العروسة أو العريس فهو يحتوى على أكثر من 200 محل أغلبهم لبيع أفخم الأقمشة والملابس ذات الأسماء القديمة فى السوق المصرية. "ماجد فرج" استاذ التاريخ الملكى يقول، أنشئ مبنى "الكونتيننتال" عام 1865 ليكون واحدًا من أرقى فنادق وسط البلد فهو ذو طابع معمارى مميز وشهد أحداثًا تاريخية كثيرة خلال أكثر من مائة عام. الفندق مكون من 3 طوابق ويضم 140 غرفة، لكن الدور الأرضى كان مخصصا ليكون عبارة عن تجمع لأكثر المحلات التجارية تحت سقف واحد فكان بمثابة "أول مول تجارى" لباشوات مصر وذوات الطبقة الراقية. يضيف "ماجد" منذ مئة عام وأكثر يقبع "الكونتيننتال" على ناصية شارع "عدلى" المتفرع من شارع 26 يوليو بوسط القاهرة فى أكثر منطقة تجارية، حيث كان يقع فى الدور الأول "كازيو" يتردد عليه الباشوات فى العصر الملكى ورؤساء الأحزاب هذا بالإضافة إلى مجموعة من المحلات التجارية الشهيرة لفساتين الزفاف والبدل الرجالى والإكسسوارات الفخمة للعروسة، إلا أن الفندق توقف عن العمل منذ بداية عام 1990 وكذلك الكازينو، ولم يتبق سوى الممر التجارى الذى يربط بين شارع عدلى وشارع فؤاد، ومازال للآن يحتوى على بعض المحلات القديمة التى حافظت على تراثها وتخصصها فناك صناع الجلود الطبيعة، وفساتين الأفراح والإكسسوارات والحلويات والشموع. يستطرد "ماجد" ولأهمية موقع "ممر الكونتيننتال" تمر من أمامه الكثير من المواصلات عامة بالإضافة إلى قربة الشديد من محطة مترو "العتبة"، ومثلما كل شىء فى حياتنا أصابه التبديل والمسخ أصاب الممر كذلك. فحالته أصبحت متهرئة نظرا لعدم خضوعه لعمليات الترميم، بالإضافة إلى هروب المحلات الراقية من داخلة إلى أماكن أخرى أو بسبب أنها أغلقت للأبد، وقد غلب على المكان الطابع الشعبى. وفى آخر الممر يقبع على استحياء محل حلويات تبدو من ملامحه أثار الزمان فهو مازال يحتفظ بشكله القديم وأيضا منتجاته الكلاسيكية "جيلاتى الفواكة، قطع الجاتوة، المربى المصنوعة يدويا، المارون جلاسيه،علب الفواكة بالسكر". عم "محمد إبراهيم 72 عاما" أقدم عامل فى المحل يقول "كل حلويات الباشوات كانت بتخرج من عندنا، عندنا فى الممر 3 محلات لأن الضغط علينا كبير كنا بنعمل أحلى تورت فى مصر، وكانت الأجانب قبل مايسافروا من مصر لازم يزروا " الممر" ليشتروا "المارون جلاسية"، كان عندنا شيفات أرمان، والشكولاتة كانت بتتعمل وتتغلف فى المعامل بتاعتنا، بس نعمل إيه الزمن مايبرحمش، سنة ورا سنة أصبح يتقال علينا دقة قديمة وظهرت محلات أحسن مننا على الرغم من أننا أصل الطعم، وكل خامتنا طبيعية ولا نستخدم المواد الحافظة لكن أصل سوق الحلاوة جبر والجديد شديد".