تواصلت أمس المفاوضات الاسرائيلية ــ الفلسطينية المباشرة في القدس المحتلة‏,‏ بلقاء عقده رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نيتانياهو في منزله مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس استمرارا للقاء شرم الشيخ امس الاول‏, كما شارك الزعيمان في لقاء ثلاثي ضم وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون‏,‏ التي التقت كلا من الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز ونظيرها الاسرائيلي افيجدور ليبرمان ووزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض‏.‏

وأشارت تقارير نشرتها صحيفة هاآرتس امس الي ان الادارة الامريكية تمارس ضغوطا كبيرة علي نيتانياهو وعباس‏,‏ ليتوصلا الي حل بشأن استمرار البناء في المستوطنات واضافت‏:‏ان عدة حلول قد طرحت في شرم الشيخ دون تحقيق اي انطلاقة‏.‏

وذكرت التقارير ذاتها‏:‏ان نيتانياهو ينوي الاجتماع مرة اخري بعباس قبل انتهاء سريان قرار تجميد البناء في مستوطنات الضفة الغربية في‏26‏ من الشهر الحالي‏.‏

وتجري وزيرة الخارجية الامريكية مزيدا من المحادثات في رام الله وفي العاصمة الاردنية عمان‏,‏ وسيزور المبعوث الامريكي جورج ميتشيل سوريا اليوم ولبنان غدا‏,‏ سعيا لتوسيع نطاق العملية السلمية بين اسرائيل والدول العربية‏.‏

وذكرت صحيفة هاآرتس الاسرائيلية امس ان نيتانياهو وعباس سيتوجهان بعد غد الي نيويورك لحضور قمة علي هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة‏,‏ وان نيتانياهو سيتوجه عقب ذلك الي واشنطن لإجراء مزيد من المحادثات مع الرئيس الامريكي باراك اوباما‏.‏

وقال مصدر فلسطيني ان فريق التفاوض الفلسطيني اقترح علي الجانب الاسرائيلي ان يخوض فريقا التفاوض محادثات متواصلة‏,‏ وان تعقد اجتماعاتهما يوميا‏,‏ علي ان ترفع توصياتهما والقضايا التي بحاجة الي قرارات للحسم الي اجتماع الرئيس الفلسطيني مع رئيس الوزراء الاسرائيلي المقرر كل اسبوعين‏,‏ علي غرار المفاوضات التي كانت بين عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق ايهود اولمرت‏.‏

واشار المصدر إلي ان الاسرائيليين يريدون احالة المفاوضات الي عمل اللجان اولا‏,‏ وهو مايعني الغرق في التفاصيل والهروب من وضع الاسسس التي يجب ان تحل بموجبها ملفات الوضع النهائي‏,‏ بالاضافة الي الهروب من تحديد أولويات المفاوضات‏,‏ حيث يقترح الجانب الفلسطيني البدء في ملف الحدود‏,‏ الذي في حال حسمه ستحسم ايضا موضوعات الاستيطان والمياه والقدس‏.‏

وقال القيادي الفتحاوي حسين الشيخ‏:‏ ان المحادثات كانت جدية سواء في واشنطن او في شرم الشيخ‏,‏ و لكن هذه جولات استطلاع واستكشاف للمواقف‏,‏ ولايمكن القول ان هناك تقدما جديا فيها‏.‏

وأكد ياسر عبدربه امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحريرالفلسطينية ان مايهم الجانب الفلسطيني هواحداث تقدم حقيقي في عملية السلام والجهود المبذولة لضمان انطلاقتها بشكل جدي‏,‏ واوضح ان اجتماع امس بحث في تفاصيل جدول الاعمال لهذه المفاوضات‏.‏

وشدد عبدربه علي اهمية اتخاذ موقف واضح من قبل الاطراف الراعية لهذه المفاوضات إزاءالاستيطان باعتباره يهدد امكانية التوصل الي مفاوضات جدية تفضي الي نتائج في كل القضايا المطروحة ضمن مفاوضات الحل النهائي‏,‏ مؤكدا عدم امكانية الوصول الي حلول وسط فيما يخص قضية الاستيطان‏.‏