قال دنغير مير محمد فيرات، أحد مؤسسى حزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا، إن حكومة أنقرة قامت بتسليح الجماعات المتطرفة فى سوريا، ومنها تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية فى العراق والشام (داعش). وقيم فيرات فى حديث خاص لصحيفة "طرف" اليومية نشر على موقعها الإليكترونى مساء أمس الأحد، التطورات المتعلقة بتقدم مقاتلى داعش على مدينة كوبانى (عين العرب) الواقعة على الحدود التركية -السورية فى مواجهة قوات الميليشيات الكردية، علاوة على التظاهرات المستمرة منذ نحو أسبوع فى أنحاء تركيا احتجاجا على عدم تحرك الحكومة التركية تجاه داعش فى كوبانى، والممارسات الدموية للتنظيم المسلح بالمدينة. وبحسب فيرات، قدمت الحكومة التركية تنازلات كبيرة لعدة جماعات متطرفة فى محاولة لإعاقة جهود الأكراد الهادفة لتأسيس حكما ذاتيا فى “ روجافا” ، وهى المنطقة ذات الأغلبية الكردية الكثيفة فى شمالى سوريا، مضيفا أن هذه التنازلات تتضمن تسليح هذه الجماعات وإمدادها بالمساعدات المالية، وأوضح قائلا “ كل هذه السياسات المحسوبة بطريقة خاطئة ورطت تركيا فى الموقف الذى تواجهه الآن” . وأشار فيرات إلى أن قضية كوبانى ليست مجرد شيئ مهم لأكراد تركيا فحسب، فهى مصدر قلق لجميع الأكراد فى أنحاء العالم، وقال أحد كبار مؤسسى الحزب الحاكم فى تركيا، إن هذه الانتفاضة الكردية لم تقع فجأة، فلها خلفياتها، فتصريحات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان والتى زعم فيها أن “ كوبانى على وشك السقوط” وأن “ داعش ومنظمة حزب العمال الكردستانى لا يوجد أى فارق بينهما” كانت القشة التى قصمت ظهر البعير، بحسب وصفه. واتهم فيرات الحكومة التركية بالمسؤولية عن المزيد من التدهور فى الموقف فى كوبانى، مستشهدا ببعض التقارير الإعلامية التى ذكرت أن “ الحكومة سمحت لإرهابيى داعش بتلقى العلاج فى المستشفيات التركية” ، كما أن وزير الصحة التركى محمد مؤذن أوغلو أكد الأمر عندما دافع عن علاج مسلحى داعش بالمستشفيات التركية حينما قال إن “علاج الجرحى من مقاتلى داعش هو أمر إنسانى” .