بعدما منحت جائزة نوبل للسلام اليوم الجمعة إلى الباكستانية ملالا يوسف زاى، البالغة من العمر 17 عامًا، مناصفة مع الهندى كايلاش ساتيارثى، لنضالهما ضد قمع الأطفال والمراهقين، ومن أجل حق الأطفال فى التعلم"، تعتبر ملالا بهذا أصغر حائزة على جائزة نوبل. وقد أكد رئيس اللجنة النروجية لنوبل على أن "الأطفال يجب أن يذهبوا إلى المدرسة وألا يتم استغلالهم ماليا"؛ وهذه هى الرسالة السامية، التى حاولت ملالا نشرها عبر العالم من خلال مدونتها، التى بدأت تكتبها منذ سنة 2009. بدأت ملالا يوسف مشوارها كناشطة حقوقية، فى سن مبكر من عمرها، فى عام 2009م، أى أن عمرها آنذاك كان إحدى عشر عامًا، فبدأت بالتنديد عبر مدونتها على الإنترنت، بانتهاك حركة طالبن باكستان لحقوق الفتيات فى التعليم، وحرمانهن منه، وحرقهم لمدارس البنات، وقتلهم لمعارضيهم. كانت ملالا حينذاك تكتب باسم مستعار، خوفًا من حركة طالبان، ولقيت مدونتها صدى كبيرًا، خاصة وأنها كانت تهاجم الحركة بشكل مباشر، وتهاجم جرائمهم الذين يرتكبوها فى حق الإنسانية وفى حق الفتيات. لم يمر الأمر بسلام هكذا، فقد استهدفتها حركة طالبان، وحاولت اغتيالها فى أكتوبر عام 2012، بعد أن كشف الإعلام الباكستانى عن شخصيتها الحقيقية، فما كان من طالبان، إلا أن أطلقت عليها النار، فأصيبت برصاصة فى رأسها، إلا أن العناية الإلهية أنقذتها بعدما أجرت عملية خطيرة لإنقاذها من الموت، وقد تكفلت دولة الإمارات آنذاك بتكاليف العملية، ونقلتها إلى لندن، لتقى العلاج هناك. وهنا لم تكل عزيمة ملالا فى الدفاع عن حق الفتيات فى التعليم، إذا ألقت كلمة أمام الأمم المتحدة فى نيويورك، عبرت فيها عن استمرار فى النضال من أجل حق الأطفال والفتيات فى، التعليم، وكانت حينذ بلغت السادسة عشر من عمرها. ونالت ملالا يوسف، عددا من الجوائز منها "الجائزة الوطنية الأولى للسلام" فى باكستان، وحصلت على جائزة السلام الدولية للأطفال التى تمنحها مؤسسة "كيدس رايتس الهولندية"، وكذلك جائزة آنا بوليتكوفسكايا، التى تمنحها منظمة راو إن ور البريطانية غير الحكومية فى 4 أكتوبر 2013؛ ليأتى حصولها على جائزة نوبل للسلام هذا العام، لتتوج مشوارها، نحو المطالبة بحقوق الفتيات والنساء فى التعليم.