تظاهر الآلاف من المصلين بمدينة الضالع جنوب اليمن اليوم بعد أداء صلاة الجمعة مطالبين بإطلاق المعتقلين المحسوبين على الحراك الجنوبي، ورفعوا شعارات تطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله. على صعيد آخر نشر تنظيم القاعدة في اليمن لائحة بأسماء 55 شرطيا يمنيا عدتهم "هدفا مشروعا" للقتل.

فقد قال مصدر يمني مطلع إن التظاهرة انطلقت من أمام المسجد الكبير بمدينة الضالع بمجرد انتهاء صلاة الجمعة، وطالبت بإطلاق المعتقلين المحسوبين على الحراك الجنوبي.

وردد المتظاهرون شعارات تدعو لانفصال جنوب اليمن عن شماله، وحملوا لافتات تطالب بخروج "المحتل الشمالي من الجنوب".

كما رفع المتظاهرون أعلام دولة الجنوب السابقة التي كانت مستقلة حتى العام 1990 بعد التوحد مع الشمال ومعها صورة الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض.

وألقي خطاب بمناسبة عيد الفطر دعا "شعب الجنوب" إلى الاستمرار في الحراك السلمي حتى استعادة دولته "وفق قرارات الشرعية الدولية".

وقال المصدر الأمني إن المتظاهرين تجمعوا بعد ذلك في ملعب الصمود بمدينة الضالع وقامت قوات الأمن بتفريقهم بعد أن أطلق بعضهم النار في الهواء.

يشار إلى أن اليمن توحد بشطريه الشمالي والجنوبي بطرق سلمية قادها الرئيس الحالي على عبد الله صالح والرئيس الجنوبي السابق على سالم البيض.

لكن الوحدة تعرضت لانتكاسة بعد أربع سنوات عام 1994 ووقعت أثناءها حرب بين الجانبين أدت إلى إزاحة البيض وقيادات الجنوب عن الحكم.

لائحة للقتل

وضمن الصراع بين الحكومة اليمنية والقاعدة، نشر "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" بيانا تضمن لائحة بأسماء 55 شرطيا قال إنهم "هدف مشروع" للقتل.

وأرفق البيان الذي وزع وعلق في سوق زنجبار بمحافظة أبين جنوب البلاد، بقائمة بأسماء رجال الشرطة المستهدفين الذين قال تنظيم القاعدة إنهم باتوا "هدفا مشروعا لنا ابتداء من فاتح شوال 1431 الهجري"، أي اليوم الجمعة الموافق أول أيام عيد الفطر.

ودعا التنظيم في بيانه الذي يتعذر التأكد من صحته رجال الشرطة المذكورين إلى أن يعلنوا "توبتهم أمام الناس في جامع مدينة زنجبار بعد صلاة الجمعة قبل أن تخطفهم أيادينا وإلا فإنهم لا يلومون إلا أنفسهم".

وتضم اللائحة أسماء 31 ضابطا في جهاز الأمن السياسي و15 من أفراد البحث الجنائي وتسعة ضباط في الاستخبارات العسكرية، حسب ما أوضح ضابط اسمه مدرج في اللائحة.

وأضاف الضابط الذي طلب عدم كشف هويته أن من أطلقوا هذا التهديد "يريدون التأثير في نفسية منتسبي وزارة الداخلية والاستخبارات".

وتابع "نحن بعد حصولنا على البيان لم نعره اهتماما، لكننا أخذنا إجراءات احترازية".

انفلات أمني

من جهة أخرى قال مصدر محلي لوكالة الأنباء الفرنسية "بعد ساعات من توزيع البيان تلقينا تحذيرات شفوية من السلطة المحلية تدعو إلى عدم التجمع في الأماكن العامة".

وأضاف "أصبحنا بالفعل نشعر بخوف شديد على حياتنا في ظل وجود انفلات أمني غير مسبوق، بدليل أن هذه العناصر قامت بتوزيع المنشورات علنا دون أي وجود للأمن".

وأصبح تنظيم القاعدة ينشط بشكل شبه علني في بعض المناطق في اليمن من خلال توزيع منشورات في المساجد وشن هجمات تزداد جرأتها على قوات الأمن التي تمثل هدفه المفضل.

وكان تنظيم القاعدة تبنى سلسلة من الهجمات الدامية في الأسابيع الأخيرة استهدفت قوات الأمن في جنوب اليمن علاوة على اغتيال مسؤول في أجهزة الأمن في محافظة مأرب شرق البلاد.