ردت السلطة الفلسطينية علي هجوم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ضدها بسبب دخولها في المفاوضات المباشرة مع إسرائيل‏,‏ حيث وصف نبيل أبوردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نجاد بأنه مزور الانتخابات وسارق السلطة في إيران‏.

 وقال أبوردينة إنه لا يحق لمن لا يمثل الشعب الإيراني والذي زور الانتخابات وقمع الشعب الإيراني وسرق السلطة فيه أن يتحدث عن فلسطين أو عن رئيسها‏.‏

وأضاف أن الرئيس محمود عباس هو رئيس منتخب بانتخابات حرة ونزيهة‏,‏ شارك فيها أكثر من ألفي مراقب دولي وعربي بصورة ديمقراطية والقيادة الفلسطينية قدمت آلاف الشهداء ولم تقمع شعبها كما فعل النظام الإيراني بقيادة نجاد‏.‏

يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو‏,‏ أنه يتعين علي إسرائيل والسلطة الفلسطينية إيجاد حلول مبتكرة وجديدة للقضايا التي تشكل عقبة في طريق التوصل الي اتفاقية سلام‏.‏

وقال ـ في أثناء الاجتماع الأسبوعي للمجلس الوزاري المصغير في القدس أمس ـ إن إسرائيل برهنت في الماضي علي أنها ترغب في شق طريق طويل من أجل تحقيق السلام‏,‏ ولكن هذه المرة لكي ننجح يتعين علينا التعلم من دروس الماضي وأن نفكر بطريقة مبتكرة‏.‏ وأضاف أن المطلوب هو التفكير الخلاق الجديد لكي يتم حل هذه القضايا المعقدة‏.‏

وجاءت هذه التصريحات خلال الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء الإسرائيلي أمس‏,‏ الذي ناقش قمة واشنطن والمفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين‏.‏

ومن جانبه‏,‏ قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إن رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو مستعد للتوصل الي تسوية دائمة مع الفلسطينيين‏.‏

ورأي باراك في تصريحات للاذاعة الإسرائيلية صباح أمس ونشرتها علي موقعها الالكتروني‏,‏ ان نيتانياهو يعي ثقل المسئولية الملقاة علي عاتقه‏,‏ وأضاف أن مستقبل دولة اسرائيل سيحدد بواسطة الحفاظ علي التوازن بين احتياجاتنا الأمنية وتطبيق مبدأ الدولتين للشعبين‏.‏

وفي هذه الأثناء‏,‏ ذكرت مصادر فلسطينية واسعة الاطلاع‏,‏ ان اتصالات بدأت خلال الأيام القليلة الماضية تحضيرا لتشكيل حكومة جديدة بالضفة الغربية برئاسة سلام فياض‏,‏ تأخر تشكيلها بسبب خلافات مع حركة التحرير الوطني الفلسطيني‏(‏ فتح‏).‏

وقالت المصادر التي اشترطت عدم كشف هويتها‏,‏ إن قيادات في حركة فتح ومسئولين من الحكومة برام الله أجروا اتصالات مع بعض القيادات والشخصيات المقربة من فتح في غزة‏,‏ وذلك لضمهم للحكومة التي يجري فياض اتصالاته أيضا لتشكيلها‏.‏

وأشارت المصادر الي أن عضو اللجنة المركزية في حركة فتح محمد دحلان وآخرين اتصلوا ببعض الشخصيات بغزة لاستطلاع رأيهم حول المشاركة في الحكومة المقبلة كشخصيات مستقلة وأخري من حصة فتح فيها‏.‏

وأوضحت المصادر أن بعض الشخصيات أبدت قبولها المبدئي للفكرة‏,‏ في حين طلب آخرون مهلة للتفكير‏,‏ دون الحديث عن عدد الوزراء المرتقبين من غزة‏.‏

وبحسب المعلومات التي وصلت الي الجزيرة‏,‏ فإن التعديلات ستشمل أكثر من عشر حقائب وزارية بينها وزارة الخارجية‏.‏

وذكرت المصادر أن حركة فتح يكون لها تمثيل كبير داخل التشكيلة المنتظرة‏,‏ المعنية فقط بالشأن الداخلي الفلسطيني لا أكثر ولا أقل‏,‏ حسب العمري‏.‏

وتمثل الحكومة المنتظرة تسوية بين فتح التي قالت إنها تدفع ثمن سياسات الحكومة دون أن يكون لها تمثيل معتبر فيها‏,‏ وفياض المصر علي الاحتفاظ بأهم حقائبها‏(‏ المالية‏),‏ بل هدد بالاستقالة ـ حسب المراسل ـ اذا لم يتمكن من الامساك بها‏.‏

وعلي صعيد الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة استشهد فلسطينيان وأصيب‏3‏ آخرين بجروح في غارة شنتها المقاتلات الإسرائيلية من طراز إف‏16‏ علي قطاع غزة هي الأولي منذ انطلاق المفاوضات المباشرة قبل عدة أيام‏.‏

واستهدفت الغارات أنفاقا للتهريب بين رفح الفلسطينية والإسرائيلية جنوبي قطاع غزة‏,‏ وأكدت المصادر انتشال جثة كل من خالد عبدالكريم الخطيب ـ‏35‏ عاما ـ وسليم الحطاب في العشرينيات من عمره‏,‏ بينما تم نقل المصابين الي المستشفي‏.‏