جاء مشهد وفاة الشيخ سلام فى حلقة أمس، الجمعة، من مسلسل "شيخ العرب همام" من أكثر المشاهد تأثيرا، حيث أبكى الكثير من المشاهدين المتابعين للمسلسل والذين عاشوا لحظات وتفاصيل العلاقة المميزة والخاصة جدا بين الشقيقين "همام" أو يحيى الفخرانى، "وسلام" أو مدحت تيخة، ويعد الأخير بركة المنزل وضمير همام وقلبه، حيث كان يستعد لعرسه، ولكن همام فوجئ بموت شقيقه، والذى كان يصر على رفض الزواج مؤكدا لهمام أنه سعيد بحاله وهائم فى حب الله، ويبدو أن همام لم يصدقه، لذلك اختار سلام الرحيل يوم عرسه ليكون بجوار حبيبه.

يحيى الفخرانى أدى المشهد بعبقرية شديدة مع الحوار الذى صاغه بحرفية ومشاعر عالية الكاتب عبد الرحيم كمال، وأعتقد أن الشحنة الانفعالية بالمشهد كانت كبيرة جدا لدرجة أن الفخرانى نفسه بات مهزوزا من الداخل كأنه يعيش لحظة مفاجأة وفراق حقيقيى وجاء أداؤه شديد التلقائية والطبيعية، خصوصا فى اللحظات التى كان ينطق فيها باسم "سلام" أو "يا ولدى" بصوت عال يمزج بين الصراخ والبكاء جعلت أجسامنا ننتفض، فى أداء يوضح مدى تميز يحيى الفخرانى وسر تعلق الجمهور به.

بكاء الفخرانى فى المسلسل ظهر واقعيا جدا دون مبالغة فى الأداء، وسط جمل حوارية من طرف واحد يقولها الفخرانى لسلام شديدة التأثير، منها "هونت عليك يا سلام تفارقنى"، و"روحت لحبيبك وسبتنى"، وزاد من شدة تأثير المشهد أنه انتقل من حالة الفرح إلى حالة الحزن بسلاسة، فبعد مظاهر الفرح والموسيقى والغناء وجد المشاهد نفسه فى حالة من البكاء، ساعد على ذلك الموسيقى التصويرية التى وضعها الموسيقار عمار الشريعى وكذلك غناء المطرب على الحجار أغنية "مع السلامة" لنرى مشهدا سيعلق كثيرا فى أذهان الجمهور، ويعد واحدا من أفضل المشاهد الدرامية التى شاهدناها فى رمضان الحالى.

ويبدو أن الجمهور تعود مع الفنان يحيى الفخرانى على البكاء فى أعماله الدرامية، وهذا البكاء يدل على أن الجمهور يرتبط بشدة بالحبكة الدرامية التى يقدمها لجمهوره، رغم أن مسلسله "شيخ العرب همام" لا يعرض على التليفزيون المصرى، لكن الجمهور يذهب وراء الفخرانى إلى قناة تعرض مسلسله، وبكاؤه أمس فى حلقة المسلسل يذكرنا ببكائه قبل عامين عندما بكى لوفاة ماما نونا أو كريمة مختار فى الحلقة قبل الأخيرة من مسلسل "حمادة عزو" والتى صرح الفخرانى وقتها بأنه حرص على أن يجعل وفاة ماما نونا فى الحلقة قبل الأخيرة حتى لا يجعل الجمهور يبكى فى ليلة وقفة عيد الفطر، وجعل الحلقة الأخيرة أكثر إشراقا وبها كم كبير من التفاؤل خصوصا أن المسلسل كوميدى.

كما شهدت حلقة أول أمس من "شيخ العرب همام" مشهدا آخر مؤثر على مستوى الأداء عندما ذهبت صابرين لتعاتب شقيقها إسماعيل على إغضابه لهمام وسلام لكنه رد عليها بعنف شديد، فما كان منها إلا أن انفجرت فى وجهه تعنفه وتؤكد مقاطعتها له، وهو المشهد الذى أدته صابرين بحرفية وانفعال محسوب أمام عبد العزيز مخيون الذى جاء أداءه شديد التميز أيضا.

ويبدو أنه بعد رحيل سلام الذى جاء كحتمية درامية ستنغلق الدائرة على همام وتبدأ الخيانات تظهر من حوله، خصوصا وأن سلام كان كثيرا ما ينبهه إلى المخاطر من حوله، ومنها مؤامرة قتله أثناء الصلاة، حتى تأتى الخيانة الكبرى من ابن عمه.