اعتقد البعض أن الدراما الرمضانية ستكون مختلفة هذا العام، بعد دخول نجوم الكوميديا المارثون الرمضانى، فتوقع العديد مشاهدة العديد من الأعمال الكوميدية على الشاشة الصغيرة، لتكون بمثابة عودة الأعمال الكوميدية مجددا إلى شاشة التليفزيون بعد اختفائها منذ سنوات طويلة، وكان الرهان كبيرًا على النجوم أحمد مكى وأحمد آدم وأحمد عيد.

لكن الجمهور أصيب بخيبة أمل بعد الحلقات الأولى لبعض هذه المسلسلات، حيث ابتعدت تماما عن الكوميديا شكلا ومضمونا، بل منها ما تخطى إلى حدود الاستظراف أيضا والاستخفاف بعقول المشاهدين، ولم يكن هناك مسلسل كوميدى استطاع جذب الجمهور إلا مسلسل أحمد مكى "الكبير قوى"، ورغم أنه كان عبارة عن اسكتشات كوميدية مجمعة وكان يكرر بها مكى نفسه ويعيد نفس حركاته وإيفيهاته التى شاهدناها من قبل فى أفلامه السابقة، إلا أن الجمهور أحب العمل، واستمتع بمشاهدته لأن مكى يملك كاريزما فنية عالية وحضورًا قويًا، لكن المسلسل لم يستمر سوى 15 حلقة فقط وعاد بعدها الجمهور من جديد للبحث عن البسمة بين المسلسلات الأخرى.

وكان مسلسل "الفوريجي" للفنان أحمد آدم بمثابة صدمة حقيقية لجمهوره، حيث توقع الكثيرون رؤية آدم على الشاشة الصغيرة بعد غياب طويل بعمل قوى يحمل كوميديا من الدرجة الأولى وقصة لها ثقلها وأهميتها، لكنه فوجئ بكم كبير جدا من الاستظراف والافتعال، سواء فى الأداء أو فى أحداث المسلسل التى جاءت غير منطقية، خاصة فى المشاهد التى تجمع بين أحمد آدم ورزان مغربى، فمثلا فى أحد المشاهد أثناء انتظار رزان لحبيبها الذى يجسد دوره آدم جاء لها وهو يرتدى ملابس وباروكة صينيين ويحمل حقيبة على ظهره على أنه رجل صينى، وظل يتحدث معها ويقنعها بالشراء وبعدها يغازلها وظل بجوارها أكثر من 10 دقائق ورغم كل هذا الوقت والقرب إلا أنها لم تستطع التعرف عليه لا من ملامحه التى لم تختلف مطلقا ولا من صوته الذى لم يفرق كثيرا عن صوته العادى، هذا بخلاف العديد من المشاهد الأخرى التى يحاول آدم أن يقدم بها الكوميديا السهلة دون مجهود ورغبة حقيقية فى امتاع المشاهدين، إلا أن التوفيق كان يخونه دائما ونجده يقدم لنا نوعًا إضافيًا من الأداء المبالغ فيه.

نفس الأمر بالنسبة لمسلسل "أزمة سكر" للفنان أحمد عيد، حيث لم يختلف كثيرا عن آدم، ولم يلتفت الكثيرون لوجود مسلسل درامى لأحمد عيد، ومن علم بالمسلسل وحاول مشاهدته لم يجد شيئا جديدا أو مختلفا يجذبه للاستمرار فى المشاهدة، بل وجد صورة باهتة من قصة قديمة وهى الشخص الريفى الفقير الطيب الذى لا يجد قوت يومه، لكنه يساعد من حوله بحب وطيبة، وفجأة يتوفى عمه الثرى الذى كان يعيش فى أمريكا، ولديه أربع بنات، وفجأة يصبح "سكر" ثريا بعدما يكتشف أنه سيشارك بنات عمه فى الميراث الذى يقدر بالملايين، وتسير الأحداث دون مفاجآت وكل ما فيها متوقعا، لكن ما لم يكن متوقعا أن لا يحمل المسلسل أى لمسة كوميدية تذكر حتى الإيفيهات التى كان يطلقها بالمسلسل لم تثر ضحك أحد مثل أن تقول له إحدى السيدات "سكر هو فين السكر ده" فرد عليها قائلا، "يا سلام هو أنت كنتى دوقتينى"، ومعظم الإيفيهات كانت للسخرية من اسمه فقط، هذا بخلاف هروب اللهجة الفلاحى منه فى بعض المشاهد، ولا أحد يعلم لماذا لم يحضر جيدا للمسلسل الذى يعد أول بطولة تليفزيونية مطلقة لأحمد عيد حتى يثير ضجة ويجذب الجمهور لمشاهدته مثلما فعل فى أعماله السينمائية من قبل، خصوصا فى تجربته "فيلم ثقافى" و"ليلة سقوط بغداد، بل جاءت كوميديا عيد وآدم فى دراما رمضان الحالى أشبه بكوميديا "صينى" رخيصة التكاليف لكنها لن تعيش مع المشاهدين كثيرا.