فرضت قوات الاحتلال والشرطة الإسرائيلية صباح أمس قيودا مشددة علي دخول المواطنين الفلسطينيين إلي المسجد الأقصي لأداء الصلاة في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان.
وقالت مصادر فلسطينية إن عشرات الآلاف من الفلسطينيين من سكان مدن الضفة الغربية توجهوا إلي حواجز الاحتلال العسكرية في محاولة لدخول المسجد الأقصي لأداء الصلاة فيه.
ونشرت شرطة الاحتلال وقوات حرس الحدود نحو ألفين من أفرادها في محيط الحرم القدسي الشريف وأزقة البلدة القديمة بمدينة القدس وأماكن أخري في القدس الشرقية.
وشددت شرطة الاحتلال من إجراءاتها علي الحواجز المقامة علي مداخل القدس قلنديا شمال القدس, وجيلو في بيت لحم, ومنعت الرجال من سكان الضفة الغربية الذين تقل أعمارهم عن05 عاما والنساء دون54 عاما من الدخول لأداء الصلاة في القدس, في حين قالت إنه سيتم السماح للرجال بين سن54 إلي05 وللنساء بين سن53 إلي04 بالدخول بتصاريح خاصة.
وكانت كتائب عز الدين القسام- الجناح العسكري لحركة حماس- قد أعلنت مسئوليتها عن عملية اطلاق نار الليلة قبل الماضية علي مستوطنين في مستوطنة عوفرا قرب مدينة رام الله.وحسب الشرطة الإسرائيلية, لم يتم تسجيل أي اصابات.
وفي هذه الاثناء أكد أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام أن اجتماعا عقد في غزة قبل يومين ضم31 من الأذرع العسكرية لفصائل فلسطينية تم الاتفاق من خلاله علي تنسيق الأنشطة العسكرية ضد إسرائيل بهدف افشال المفاوضات.
ونقلت شبكة بي بي سي الاخبارية البريطانية عن أبوعبيدة قوله- في مؤتمر صحفي في غزة- إن هذه الفصائل وحدت صفوفها لشن هجمات أكثر فعالية ضد إسرائيل, ولدي سؤاله هل يشمل ذلك تفجيرات انتحارية قال كل الخيارات مفتوحة.
وأوضح ابو عبيدة ان الهجومين الاخيرين في الخليل ورام والله بالضفة الغربية اللذين تبنتهما كتائب القسام جاءا ردا علي جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
وقال أبوعبيدة إن هذه العمليات لن تكون الأخيرة.
ومن ناحية ثانية, استهجن أبو عبيدة- في البيان المشترك الذي تلاه في المؤتمر الصحفي- حملة الاعتقالات التي تقوم بها السلطة في رام الله, وأضاف.. لن نقف مكتوفي الايدي امام هذه الممارسات واضاف انهم يدعون السلطة لوقف هذه الحملة قبل فوات الاوان.
وتبنت كتائب القسام عمليتين في الضفة الغربية أسفرت الاولي عن مقتل أربعة مستوطنين قرب الخليل يوم الثلاثاء الماضي والثانية عن جرح اثنين من المستوطنين مساء الاربعاء الماضي في شرق رام الله.
وقد أعلنت متحدثة عسكرية اسرائيلية ان القوات الاسرائيلية اعتقلت ثمانية فلسطينيين مطلوبين في الخليل ومحيطها من دون ان تحدد ما اذا كانت هذه الاعتقالات مرتبطة بالحوادث الاخيرة.
وأعلن الجيش الاسرائيلي ان فتاة اسرائيلية ـ تبلغ من العمر21 عاما ـ جرحت أمس الاول بعد رشق حجارة علي سيارة كانت تمر بالقرب من مستوطنة ريفافا بشمال الضفة الغربية.
وتوعدت حماس أمس الاول بمواصلة العمليات ضد اسرائيل في الضفة الغربية, في اليوم الاول لاستئناف المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين والتي تعارضها الحركة الاسلامية التي تسيطر علي قطاع غزة.
الا ان محمود الزهار القيادي في حماس قال ان فشل المفاوضات أمر محتوم ولا تتحمل مسئوليته حركة حماس
وكانت حركة حماس حذرت في وقت سابق من أنها ستواصل استهداف المستوطنين الإسرائيليين في أي مكان بالضفة الغربية.
وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس إن عمليات المقاومة سوف تستمر والممارسات التي تقوم بها سلطة فتح والاحتلال ستفشل في وقفها.
وتعليقا علي مفاوضات السلام المباشرة في واشنطن, قال أبو زهري إن محمود عباس لا يملك الحق في تمثيل الشعب الفلسطيني ولا الحديث باسمه وبالتالي فأي نتائج للمفاوضات لن تكون ملزمة للشعب الفلسطيني.
وقال عدنان الضميري, الناطق باسم أجهزة الأمن الفلسطينية إن السلطة الفلسطينية واثقة من أن حركة حماس سوف تحاول تنفيذ عمليات أخري. وأضاف أن قوات الأمن الفلسطينية في حالة تأهب قصوي.
و قال الضميري- في حديثه مع يديعوت أحرونوت الاسرائيلية-إن عناصر حماس سوف يكثفون من عملياتهم مع التقدم في المفاوضات.
وأضاف إن نقطة الضعف هي في المناطق التي تقع تحت السيطرة الإسرائيلية التامة. أما المناطق التي تقع تحت سيطرة السلطة فإن حماس لن تتمكن من تنفيذ عمليات منها.
وقال أيضا إنه علي الإسرائيليين أن يسألوا أنفسهم لماذا حصلت العمليات في المناطق( سي) التي تقع تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة. وبحسبه فإنه في هذه المناطق تمنع إسرائيل أجهزة الأمن الفلسطينية من ضرب عناصر حماس فيها.
وقالت مصادر فلسطينية- في تصريحات لصحيفة هآرتس الاسرائيلية- إن أجهزة أمن السلطة تحتجز فلسطينيين إثنين تشتبه بأن لهما دورا في عملية الخليل التي قتل فيها أربعة مستوطنيين الثلاثاء الماضي.
وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد صرح من واشنطن, يوم أمس الاول, أن أجهزة أمن السلطة تمكنت من العثور علي السيارة التي تم استخدامها لتنفيذ العملية.
يذكر أنه في أعقاب عمليتي الخليل ورام الله شنت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية حملة اعتقالات واسعة النطاق شملت المئات من الناشطين في حركة حماس في كافة أنحاء الضفة الغربية.
وفي السياق ذاته, نقلت هآارتس عن مصدر أمني فلسطيني قوله إن موجة الاعتقالات الحالية هي من أكبر الحملات التي تقوم بها أجهزة الأمن الفلسطينية.