في ظل انتشار نظرية المؤامرة في كافة أنحاء العالم، والتي تفيد بأن هناك مخططات حكومية سرية ومؤامرات قتل مدبرة وإخفاء أسرار تقنية، ومن الصعب إثبات هذه المؤامرات بالطرق العلمية والتاريخية، وبذلك لم يعد هناك شىء غريب أو غير وارد فكل شيء جائز وقابل للحدوث وفقًا لهذه النظرية.
بعد استهداف برجي التجارة العالمية، ووزارة الدفاع الأمريكية في 11 سبتمبر من 2001، والتي راح ضحيتها حوالي3000 قتيل، وأضعاف أخرى مضاعفة في مختلف أنحاء العالم بحجة محاربة الإرهاب والتي شنتها الولايات المتحدة، إضافة إلى آلاف الجرحى والمصابين، ذهبت الاتهامات إلى تنظيم القاعدة والذي كان يترأسه أسامة بن لادن وقتها، ووفقًا لهذه النظرية "المؤامرة" كتبت الأقلام وأشارت بعض الأصابع بالاتهام للولايات المتحدة بأنها هي المنفذة لهذا الحدث الإرهابي وأنها مجرد صناعة المخابرات الأمريكية.
أصحاب هذا المنطق يستندون إلى الوثائق التى تم الإفراج عنها في 1998، والتي تكشف خطة عسكرية أمريكية سرية، جاء فيها أن تقوم الحكومة الأمريكية بضرب مصالحها كخطف طائرة ركاب أو تفجير قواعد عسكرية أمريكية، لإلصاق التهمة بكوبا والحصول على تأييد جماهيري لغزوها في حقبة الستينيات من القرن الماضي.
واتجهت بعض الأصوات الأمريكية أمثال الكاتب الأمريكى جوزيف بيرسيكو فى كتابه "الحرب السرية لروزفلت" وجور فيدال في كتابه" العصر الذهبي"، حيث أشاروا إلى تورط الولايات المتحدة في حادث ميناء بيرل هاربور، الواقع بمدينة أواهو بولاية الهاواي الأمريكية، 1941 بمعرفة روزفلت، وكيفية تخطيط أمريكا للسيطرة على العالم عن طريق تجربة أول قنبلة ذرية على أرض الواقع، خاصة بعد سيطرة اليابان على معظم بلدان آسيا ورغبتها في السيطرة على العالم.
كان هناك رفض شعبي لدخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية، لكن بعد ضرب بيرل هاربور، دخلت الولايات المتحدة، الحرب تحت ضغط الرأي العام الأمريكي، وبدأت أمريكا في الظهور كقوة عالمية بارزة، وبذلك تكون قد حققت أهدافها بالمؤامرة على نفسها.
ذلك يمكن أن يوضح الأسلوب الذى يمكن أن تلجأ إليه أمريكا لتحقيق أهدافها حين تفشل الوسائل الدبلوماسية في تحقيق تلك الأهداف، إضافة إلى أنها هى المستفيد الوحيد مما حدث في 11 سبتمبر والذي لا يصب إلا في مصلحتها.
وبمطابقة ما قامت به أمريكا لتحقيق أهدافها، فليس من المستبعد أن تكون هى من دبرت وخططت لحادث 11سبتمبر، خاصة وأن أحد الأهداف الرئيسية للولايات المتحدة، هي التمركز في آسيا لتكون بجوار روسيا والصين وما يتطلبه ذلك من أن يكون لها تواجد فى أفغانستان يمكنها من السيطرة، وكذلك تفتيت الجيش العراقى والحصول على البترول بها، وهو ما تم فيما بعد.
ويتجه البعض ليؤكد تورط أمريكا في الحادث، والتأكيد على أن الذي ضرب الأبراج ليس ثلاث طائرات بل طائرة واحدة والطائرتان الثانيتان مصنوعتان بتقنية إلكترونية، تدعى "هولوجرام" وهذه الأقمار الصناعية المتطورة لا توجد إلا في الولايات المتحدة نفسها، إضافة إلى أن إمكانيات بن لادن لا تستطيع الوصول إلى داخل الولايات المتحدة.
وما فعله تنظيم القاعدة تم بتدبير أمريكي عن طريق شخص عرض على بن لادن القيام بهذا العمل ضد أمريكا، وهذا ما أكدته سوزان ليندور ضابط الاتصال في CIA إضافة إلى حديث الإعلامي يسري فوده في حديثه في إحدى البرامج مع الإعلامية منى الشاذلي، والذي ذكر فيه أنه لولا وجود محمد عطا بعلاقاته في تنظيم القاعدة والذي مثل حلقة الوصل بين الأمريكان والقاعدة ما كان لإحداث سبتمبر أن تتم كما حدث.
وهناك بعض الدلائل الأخرى التى تؤكد أن هذه التفجيرات صناعة أمريكية وكانت على علم مسبث بموعد التفجير، حيث قامت بعمل تدريبات فى عام 2000 أطلق عليها اسم "باسكال" وفيها محاكاة لاصطدام طائرة بمبنى البنتاجون، كما أنه صدر تعليمات من رئيس أركان الجيش الأمريكى تمنع أى إدارة جوية بالتدخل فى حالات خطف الطائرات دون تقديم طلب مسبق لوزير الدفاع ليحدد إمكانية التدخل من عدمه.
وقبيل التفجيرات بيوم واحد في 10 سبتمبر، ألغيت الرحلات الجوية بالنسبة لكبار المسئولين بالبنتاجون، وصدرت مكالمة من مكتب كونداليزا رايس في اليوم ذاته إلى محافظ سان فرانسيسكو ينصحه بعدم الطيران إلى نيويورك لحضور اجتماع بنيويورك في 11 سبتمبر.
وقال هشام كمال في كتابه "11سبتمبر صناعة أمريكية" إن تعطيل أجهزة الدفاع الجوى لتسهيل مهمة الطائرات المختطفة دليل على تورط الأجهزة العسكرية والأمنية الأمريكية فى أحداث 11 سبتمبر، إضافة إلى التدريبات العسكرية التي تمت صباح يوم الحادث والتي من شأنها إحداث حالة من الارتباك وكذا التضليل لأجهزة الرادار والعسكريين، وكذلك التعتيم الإعلامي والعرقلة لجهات التحقيق تعمد إخفاء كثير من المعلومات والأدلة والمستندات المتعلقة بحقيقة تلك الهجمات.
وذكر اندرياس فون بيلو، والذى شغل منصب نائب وزير الدفاع الألماني، أن مركز التجارة العالمي قد تم نسفه من الداخل تزامنا مع اصطدام الطائرة به، ويشير إلى أن الموساد شارك الولايات المتحدة في هذه المؤامرة وكان على علم بها والدليل على ذلك هو إخلاء شركة نقل إسرائيلية قبل الحادث بوقت قصير.
وأكد أن البنتاجون لم يتعرض لهجوم جوي، وإنما تفجيره من الداخل هو الآخر، وأن المكالمات التليفونية التي أجراها الركاب والتي تحدثوا فيها عن خاطفين من العرب لا تزيد عن مجرد فبركة من المخابرات الأمريكية.
وربما كانت الأحداث التي وقعت مع بدايات شهر سبتمبر لعام 2011، يظهر تورط الإدارة الأمريكية في الأحداث، حيث اتخذت بعض الإجراءات التي من شأنها تسهيل مهمة التفجير التي وقعت.
ففي السادس من سبتمبر 2001، تم سحب تم سحب جميع كلاب اقتفاء أثر المتفجرات من البرجين، على الرغم من وجود بعض التحذيرات الأمنية والتخوف من مخاطر على وشك الحدوث.
في اليوم نفسه، ارتفع حجم بيع أسهم شركات الطيران الأمريكية بمبالغ بلغت أضعاف مضاعفة لحجم بيعها في الظروف الطبيعية.
وقفز حجم بيع أسهم شركة بوينج في اليوم التالي في 7 سبتمبر إلى خمسة أضعاف سعرها في الأوضاع الطبيعية.
وتتوالى عمليات البيع حيث تخلصت شركة أميريكان أيرلاينر، وباعت أسهمها لترتفع النسبة هنا وتصل إلى 11 ضعف التخلص منها في الظروف الطبيعية في يوم 8 سبتمبر.
وقبيل تفجيرات 11 سبتمبر 2001 بيوم واحد قام عدد كبير من المسئولين في مبنى البنتاجون بإلغاء رحلاتهم، والتي كانت مقررة في يوم 11 سبتمبر، وجاء ذلك بصورة مفاجئة.
وفى نفس اليوم، تلقى محافظ ولاية سان فرانسيسكو اتصالا هاتفيًا ينصحه بعدم السفر إلى نيويورك لحضور الاجتماع الذي كان مقررا في يوم الأحداث في 11 سبتمبر، وبالفعل استجاب للنصيحة، وتواردت الأنباء فيما بعد أن هذا الاتصال خرج من مكتب كونداليزا رايس.