خطوات قليلة تلك التى تفصل بين الغرور والتواضع.. بين الثقة فى النفس وبين الأنانية.. خط رفيع يفصل ما بين كل هذه التناقضات، ذلك الخط الذى لم يقطعه النجم نور الشريف على مدار مشواره الفنى الطويل، وحافظ دائما على خطواته فلم يسقط فى فخ الغرور أو الإفراط فى الثقة، وعلى الرغم من أدائه البارع لدوره الشهير فى فيلم العار إلا أن هذا لم يمنعه من الإشادة والمدح لطاقم مسلسل "العار" نور الشريف فى حوار استثنائى عن العار..
• هل تابعت مسلسل العار؟
لم أشاهد كل الحلقات، ولكن ما تابعته أسعدنى، خاصة أداء مصطفى شعبان وأحمد وشريف كانوا بارعين جدا فى أداء أدوارهم.
• وهل تؤيد فكرة تحويل الأفلام الناجحة إلى مسلسلات؟
هناك شىء مهم فى تلك المسألة، وهو أن المسلسل له مساحات مختلفة عن الفيلم، الفكرة تكون واحدة ولكن طريقة التناول والعرض تختلفان، ثم إن المسلسل له جمهور والفيلم له جمهور آخر ولست ضد هذه الفكرة.
• ولكن العار من الأعمال التى لا تزال عالقة فى الذهن؟
نعم، ولكن هناك اختلافا كبيرا بين العملين، فالمسلسل وضع افتراضا ما واستكمل الفكرة التى تريد أن تؤكد الفارق بين الحلال والحرام.
• تقصد نجاح صفقة المخدرات التى فشلت فى نهاية فيلم العار؟
نعم، فى الفيلم كما تعرف أنهينا الأحداث بغرق المخدرات فى الملاحات وانتحار الأخ الضابط بعد ضياع الصفقة، ولكن فى المسلسل كان لابد من البحث عن مبرر درامى لاستكمال الأحداث، وكان نجاح الصفقة هو المبرر لذلك، وهو مبرر مقبول ومعقول، خاصة أن المسلسل يستكمل ما بدأناه فى الفيلم، أى أنه لا يعيد تقديم الأحداث مرة أخرى بقدر ما يصنع أحداثا جديدة.
• الملاحظ أيضا فى العار هو تأثر مصطفى شعبان بأدائك فى الفيلم وتقليده لك؟
مصطفى فنان بارع له شخصيته التمثيلية، وهو ليس بحاجة إلى التأثر بى أو تقليدى، الأمر فقط يتعلق بتلك الشخصية وشفراتها الخاصة ربما فقط نكون قد اتفقنا عليها، وهذا هو الأهم، تاريخ الشخصية التى لها هنا مفرداتها والتى تختلف تماما عن تاريخ الشخصية فى الفيلم.
• هذا توضيح زائد منك؟
ليس تواضعا، وإنما هى حقيقة تنطبق على مصطفى وأحمد وشريف فقد انطلقوا من نقطة بعيدة فى الشخصية من خلال أدائهم لها، ورغم هذا حافظوا على الشكل الأساسى لها دون إحداث خلل فيها.
• ولكن مفردات العصر تغيرت عنها فى الفيلم؟
نعم، ولهذا اقول إن المسلسل مختلف تماما عن الفيلم من حيث الأداء والزمن والمعالجة الفنية للأحداث، ولكن أساسيات الشخصيات الرئيسية واحدة.
• لو كان عرض عليك تقديم شخصية الأب فى المسلسل هل كنت ستوافق؟
هو لم يعرض على، وكان من الممكن أن أوافق، خاصة أن الدور ضيف شرف وليس مشاركا فى الأحداث بشكل كبير.
• ألم تكن موافقتك هذه إن كانت تمت فيها إخلال بالفيلم؟
لا أبداً، فالمشاهد يستطيع الفصل جيدا، ثم إن الدور فى المسلسل ضيف شرف وعلى العموم هو لم يعرض على وفى المقابل أداه حسن حسنى ببراعة يحسب له.
• ما هى خطوط الاتفاق والاختلاف بين العار الفيلم والعار المسلسل؟
الفكرة واحدة طبعا، ولكن الاختلافات كبيرة وهى نفس الاختلافات بين عمل قدم فى الثمانينيات وعمل يقدم الآن.
• هل أنت راض عن أداء مصطفى وأحمد وشريف بنسبة كبيرة؟
جدا، فقد أدهشنى أداءهم رغم علمى ببراعتهم فى التمثيل، ومن البداية كنت أشفق عليهم لأن الناس لن ترحمهم لو فشلوا، خاصة مع المقارنات التى سيصنعها النقاد والمشاهدون معا ولكنهم نجحوا فى تجاوز تلك المرحلة بأداء مدهش.
• هل طلب منك مصطفى شعبان نصيحة ما؟
لو طلب أى نصيحة لن أتاخر عنه أبدا، ولكن فى العار لم يطلب لأن الدور فيه تفاصيل كثيرة.
• أخيرا هل أنت راض عن العار؟
حتى الآن نعم، ولكن هناك فارقا كبيرا بين العار والعار.