عبر كل من رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري والرئيس اللبناني ميشال سليمان عن رفضهما لظاهرة "تفشي السلاح" وتكرار اشتباكات مسلحة مثل التي وقعت الثلاثاء الماضي وتسببت في سقوط أربعة قتلى و15 جريحا.
وقام الحريري قبل ظهر الخميس بجولة تفقدية لمناطق برج أبي حيدر والمزرعة والبسطة في غرب العاصمة، واطلع على الإجراءات الأمنية فيها، حسب بيان صادر عن مكتبه.
ورفض الحريري بشدة استمرار انتشار السلاح في شوارع وأحياء بيروت، وأكد أن الحكومة ستتخذ "قرارات جريئة" في هذه المسألة، وذلك بعد اشتباك بين مناصرين لحزب الله وجمعية "المشاريع الخيرية الإسلامية" المعروفة بـ"الأحباش".
من جهته أكد الرئيس اللبناني ميشال سليمان مساء الخميس أنه "لا يمكن للدولة أن تسمح لمثل الأحداث التي حصلت منذ يومين في شوارع العاصمة بأن تتكرر في أية بقعة من بقاع لبنان".
وشدد سليمان -في حفل إفطار أقيم بالقصر الرئاسي- على أن "القوى الأمنية ستقوم بدورها بمؤازرة الجيش لمواجهة أعمال العنف وفرض الأمن بصورة متشددة وصارمة وإحالة المرتكبين للمحاكم المختصة".
استباحة العاصمة
واجتمعت الكتلة النيابية لتيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري وأصدرت بيانا اعتبرت فيه أن ما حصل "يدل على الاستعداد المستمر للجوء إلى العنف ولاستباحة العاصمة والأحياء السكنية من قبل المسلحين".
وأكدت الكتلة أن "شعار مدينة بيروت منزوعة السلاح لن يكون شعارا إعلاميا أو سياسيا أو لامتصاص نقمة عابرة، بل سيكون شعارا واقعيا سيتم الدفاع عنه بكل الأساليب الحضارية والسلمية".
وكان الحريري قال في خطاب أثناء حفل إفطار الأربعاء إن "انتشار السلاح في كل شارع وحي لم يعد مقبولا". وأضاف "بيروت والمناطق ممنوع أن يكون فيها أي سلاح.
ووصف حزب الله وجمعية المشاريع الاشتباكات بأنها "حادث فردي". واستخدمت في المعارك التي استمرت حوالي أربع ساعات وخلفت أضرارا مادية بالغة، أسلحة رشاشة وقذائف صاروخية.
تفشي السلاح
وكان مجلس الوزراء اللبناني قرر في جلسة الأربعاء بحث ملف الأحداث، وقرر تشكيل لجنة "لمعالجة ظاهرة تفشي السلاح بين المواطنين في كل المناطق ولا سيما في بيروت".
وقال الحريري "لا تظنوا أن هذه اللجنة لن تتخذ قرارات، بل هي ستتخذ القرارات الجريئة، ولنر بعد ذلك من سيقف في وجه هذه القرارات حين نتخذها".
والاشتباكات التي وقعت الثلاثاء هي الأكثر حدة منذ معارك مايو/أيار 2008 بين حزب الله وحلفائه والأكثرية بزعامة سعد الحريري وحلفائه التي تسببت بمقتل أكثر من 100 شخص.
واحتدم الجدل آنذاك في لبنان حول ضرورة نزع سلاح حزب الله -الذي يقول باستمرار إنه موجه لإسرائيل وليس للداخل- أو وضعه في إمرة الدولة.